هناك مبدأ عالمي ينص على (Quality over Quantity)، وهو أننا نحتاج إلى أن يكون المنتج النهائي من أي عملية يركز على الكفاءة بشكل أكبر من الكمية والعدد. ولو أخذنا هذا المفهوم لعملية التعلم، لكان علينا أن نهتم بجودة ما نتعلمه لا بالكم الذي نتعلمه.
لذلك أرى أن الفرد ليس مطالباً بتعلم كل شيء والتمكن منه بل هو مطالب بجودة مجال تعلمه وإتقانه على وجه الخصوص. وإلا فإنه لا يغدو أكثر من مثقفٍ يعرف شيئاً عن كل شيء، وليس متعلماً يعلم كل شيءٍ عن شيء معين. ولكي نحسن جودة ما نتعلمه كان لا بد من التركيز على عملية الاستعداد للتعلم، وعملية التعلم نفسها، وما بعد عملية التعلم.
من الأمور التي يغفل عنها الكثيرون أن الاستعداد للتعلم هو أمر مهم بقدر التعلم ذاته. فكان علينا مثلاً أن نحدد الأهداف بدقة ومن ثم نعد بيئة مناسبة للتعلم، بشقيها المادي والمعنوي: أن نهيئ أنفسنا ذهنياً وبدنياً وتهيئة المكان من حولنا ليكون بعيداً عن التشتت والملهيات. أضف على ذلك اختيار الوقت المناسب للتعلم، فالنفس قد تنفر أحياناً سواء من تعب أو ضيق أو عدم وجود الدافعية. اختيار الوقت يساعد على تحقيق انجاز بجودة أفضل.
أما عن جودة عملية التعلم، هنا يركز المتعلم على تنويع المصادر بقدر الإمكان للحصول على مختلف وجهات النظر في أمرٍ ما مما يتيح له التفكير والنقد وتنقيح المعلومات الواردة. أيضاً، كان من الضروري التركيز على التقنيات الخاصة بالتعلم مثل إعادة صياغة المفاهيم بكلمات خاصة، وشرح المواد لشخص آخر، وإعداد ملخصات لمراجعتها. ومن الأمور التي تحقق الجودة هو تجريب الأمور وعدم الاكتفاء بنظرياتها، فقد يتعلم المرء السياقة نظرياً ثم يجد نفسه لا يجيدها فعلياً عند التجربة.
الأمر لا يتوقف عند عملية التعلم، بل لها ما بعدها. فالاهتمام بنشر المعرفة وتعليم المهارات للغير ومناقشة جوانبها مع آخرين يفتح لنا آفاقاً جديدة من التفكير والاطلاع وتحسين جودة ما نتعلمه.
أخبروني كيف بالإمكان تحسين جودة ما نتعلمه؟ وهل جربتم طرق مشابهة في ذلك؟
التعليقات