لدينا ثقافة عامة من يبحث عن معلومة أو يواجه مشكلة فهو مباشرة يطرح سؤال في أحد المنتديات أو الجروبات والنتيجة تكرار ممل لنفس الاسئلة وتتحول المنتديات/الجروبات الى أماكن مهجورة
وذلك بدلا من أن يبحث بنفسه عن المعلومة وبدلا من رؤية الاسئلة السابقة.
بالفعل لا تتوافر لدينا تلك الثقافة كمجتمعات عربية حيث أن مجتمعاتنا تميل إلى السهولة في فعل الأمور ، ولذلك وقبيل طرح الأسئلة من قبل الشخص يتطلب الأمر القراءة بشكل متمعن عن الموضوع ، ثم طرح الأسئلة إذا استعصى فهم أمر ما ، لا أن يطرح السؤال دون أى خلفية سابقة عن الموضوع .
القراءة المسبقة ستساعد حتي في جودة السؤال المطروح ، مما يدعم جودة الإجابة من قبل الأشخاص الأخرين .
لا اتفق.
علينا ان نفهم جيدا بأن السؤال له عدة اوجه واسباب للطرح، فليست كل الاسئلة بغض المعرفة، بعض الاسئلة تطرح استنكارا، وبعضها استفزاز، وبعضها تحريض على شيء ما وبعضها اختبار عن معرفة مستبقة، وبعضها بحث عن اجابة ما.
اما مالا ينتبه له الجميع هو أن السؤال ليس مجرد نوع من الخطاب نحو شخص ما ، بل هو في المقام الأول صناعة للذات، اي أن السائل يعيد رسم صورة عن نفسه بسؤاله، ولو تلاحظ انك يمكن من خلال قراءة سؤال واحد من شخصين مختلفين ان تستشف حالته النفسية ومستواه العقلي وطريقة تفكيره ومنهجيته.
لذلك مهما كان السؤال مكررا فهو ليس نفس السؤال حتما..
لأن كل سؤال وراءه شخص مختلف، وحالة نفسية ومستوى عقلي ومآرب مختلفة هذا من جهة.
من جهة اخرى السؤال يوجه لجمهور مختلف ايضا في كل مرة، حتى لو كان نفس الجمهور ولنعتبر ان الجمهور هم 3اشخاص:
علي، محمد ، كريم.
تلقوا سؤالا من فلان، اليوم، ثم تلقوا نفس السؤال يوم غد، لن يكون لهم نفس ردة الفعل ولا نفس الحالة الشعورية التي اجابوا بها سابقا، فسيكون الجواب مختلف حتى لو لم يكن الفرق كبيرا لكنه مختلف قطعا.
بالرغم من كونه ذلك أمر مزعج إلى حد ما حيث تتكرر الأسئلة بشكل مبالغ فيه وتتوه الأسئلة الجديدة والمعلومات وسط سيل من التكرارت، لكن يمكن أن نحاول البحث حول دوافع تكرار الأسئلة:
طبعا علينا تفهم الدوافع والصبر على أسباب كل فئة ومحاولة توضيح طرق البحث لتلافي السبب الأول
أحيانا لا يعرف السائل كيفية البحث عن المعلومة في المنتدى او الجروب فيجد طرح السؤال هو الوسيلة الأسهل.
في هذا معك حق
وجود تفصيلة معينة زيادة عن الأسئلة السابقة فيضطر إلى طرح السؤال مع ذكر التفصيلة الزائدة.
لم اقصد هذه الحالة
عدم الحصول على القدر الكافي من المعرفة من الأسئلة السابقة.
هنا السائل يجب ان يوضح ذلك لا ان يطرح نفس السؤال بالضبط وينتظر الاجابة الكافية في نظره
أحيانا لا يعرف السائل كيفية البحث عن المعلومة في المنتدى او الجروب فيجد طرح السؤال هو الوسيلة الأسهل.
صحيح مريم أنه قد يتعذر عليه الوصول للمعلومة عن طريق المجموعات ولكن كان يمكنه سؤال جوجل أولاً . وأستغرب من طرح الأسئلة على المجموعات و التي تحتاج مختصين مثل الأسئلة الطبية وهي تعد أكثر شيوعًا في المجموعات النسوية. فكيف يمكن لها أن تأخذ العلاج أو تعطيه لأبنائها بناء على وصفة أعضاء المجموعة؟! و مع اقتراب شهر رمضان سنحضر أنفسنا لقراءة الأسئلة المعتادة عن مبطلات الصيام والسهو وغيرها والتي إن كانت بالفعل تؤرق السائل إلا أنه بحاجة لمختص يفيده أو على الأقل إنسان موثوق وليس بحاجة لإجابات عبثية تعرض آراء مختلفة. ومع ذلك أعتقد أن الغاية من هذه التساؤلات المزعجة والمتكررة هو زيادة التفاعل وليس الحصول على إجابات دقيقة.
أنا أؤمن بأهمية السؤال، طرح الأسئلة يكشف الكثير، ولكن أتفق معك في أن ليست كل الأسئلة تستحق الإجابة عليها، فالإجابة عليها تُعتبر تضييعًا للوقت. من فترة ليست بعيدة شاهدت إحدى صانعات المحتوى على يوتيوب تتحدث عن ندمها لأنها في الماضي كانت تسرع بالإجابة على أي شخص يسأل أي سؤال، في حين أن الإجابة قد تكون من السهل العثور عليها كأن يبحث السائل بنفسه في جوجل أو أي متصفح، ووصفت نفسها بالغباء لأنها كانت تفعل ذلك، وبررت هذا الوصف بأن كسل الآخرين أو رغبتهم في الحصول على المعلومة بطريقة أسهل وأسرع ليس ذنبها، وأنه عليه أن يتعلم كما تعلمت هي، فهو مثلها يمتلك هذا الجهاز الإلكتروني الذي في يده ولديه اتصال بالانترنت وإلا ما كان استطاع أن يطرح عليها السؤال بدونهما.
بالضبط معظم الاسئلة المكررة هي بسبب الكسل بل اجدها استغلال لجهد ووقت الاخرين
بينما لو شخص بحث وقرأ الاسئلة المشابهة وطرح سؤال عندما تجاوبه ستشعر انه شخص يستحق المساعدة والاهم ستدرك انك اضفت شيء جديد لمساعدة اشخاص اخرين سيواجهون نفس المشكلة
كذلك نقطة مهمة عندما يبحث الشخص بنفسه عن المشكلة ستترسخ لديه افضل من ان يجد المعلومة جاهزة.
قد أختلف معك بالأمر قليلاّ، لأن تفافة طرح السؤال كثقافة هي ليس بالضرورة أن تكون سيئة أو أنها تسبب كسل للأشخاص مثلاّ. فمهموم طرح السؤال لا يلغي أو يعارض البحث والاستقصاء، ولأن البحث يكون مبني في أساسه على أسئلة بحثية ومشكلة بحثية تبنى عليها أهداف البحث. وإن تعلق الأمر في الحياة سواء العملية أو العامة فإن طرح السؤال لا يمكنه أن يحل محل البحث.
وبذلك يكون الأمر يعتمد على ثقافة الفرد نفسه وفهمه لثقافة طرح السؤال. لأنه من الطبيعي حين طرحك لسؤال ما أن تجد أفكار مختلفة وربما متعارضة وهذا يستدعي بحث أكثر للوصول إلى الصواب ولا يمكن الاعتماد فقط على طرح السؤال وأخذ أي رأي دون البحث وراءه والتأكد من فاعليته أو ووجوده أصلاّ.
ودعنا نتفق أن الثقافة بحد ذاتها رائعة ولها الكثير من الامتيازات والفوائد، لكن تكمن المشكلة في طريقة الاستفادة منها وتفعيلها وتطبيقها بحيث يتم تطوير مفهومها بعقل الفرد نفسه أولاّ وعدم اقتصاره على أخذ المعلومة كما هي دون البحث والاستقصاء.
البحث يكون مبني في أساسه على أسئلة بحثية ومشكلة بحثية تبنى عليها أهداف البحث.
لو افترضنا أن الغاية من السؤال هو إثراء البحث فإن هذا يوجب اختيار عينة ذات صفات محددة، وإن كانت هذه العينة عشوائية؛ فلابد أن تتميز بحد أدنى من المواصفات الديموغرافية والثقافية وغيرها. ولكن العشوائية بالطرح تجعل التجاوب مع مثل هذه الأسئلة لا تصل لمبتغاها. وحين يكون هناك هدف نبيل من السؤال لابد أن يطرح بطريقة احترافية كأن يصاغ بشكل واضح ويقول السائل بتوضيح هدفه من طرح السؤال لجذب المعنيين..
لي رأي مختلف من الموضوع، فطرح السؤال في مجموعة أو جروب مختلف عن البحث عنه في جوجل، بالمجموعة أنا استهدف أراء وتجارب لأشخاص ولا استهدف مقال مكتوب من وجهة نظر فرد واحد. وبالتالي لا يعد كسلًا بقدر ما يوجد الكثير من الأسئلة التي لديها انعكاس واقعي، وتجارب فردية وخبرات قد تكون أكثر إفادة من مقال بالموضوع.
أما عن التكرار فهذا مختلف وفقا لمعدل التكرار، يعني كل أسبوع أو شهر نقول هذا تكرار وملل وكسل من السائل، لكن لو على مدار سنة أو أكثر، فسيكون هناك اختلاف في الردود والإجابات خاصةً لو كان السؤال اجتماعيا أو ثقافيا أو يمس ثقافات وخبرات كل فرد منا وحتى لو موضوع عام، فرؤية وفهمنا للموضوع ونقاشنا عليه يختلف باختلاف الوقت فالوقت عامل مهم لا يستهان به.
يبحث الإنسان عن الأسهل والأسرع على الدوام، فعندما يراوده سؤال وهو في عجلة من أمره لن يتكلف عناء البحث عن الإجابة بل سيلقي سؤاله وينتظر الإجابة لتأتيه في مكانه .
سبب آخر، ربما قد يشعر السائل بأنه بحاجة إلى إجابات حديثة وأن المعلومات والإجابات القديمة قد لا تكون كافية أو صالحة في بعض الأحيان، على سبيل المثال استشارة قانونية في موضوع سبق طرحه ولكن يوجد تحديثات في القوانين طرأت حديثاً فيضطر لإعادة السؤال ليعرف التفاصيل الجديدة والإجابات المحدثة .
أرى أن الأمر يرجع لأكثر من سبب .. "
هناك مجموعة من الأفراد الذين ليس لديهم الخبرة الكافية فيلجئو للسؤال مباشرة
وهناك من يسالو لأنهم كسولين تجاه البحث والتنقي يريدون خلاصة الأمر جاهز
وهناك من يشعرون انهم ليسو أهل للعلم ولديهم شعور دائم أن الآخرين يعلمون أكثرمنهم وهذا أكثر الأنواع استفزازاً .
ولكن بنهاية المواقع والمنتديات صنعت وصمتت لتلبية حاجات الناس فما المانع من طرح التساؤلات وغالباً ما يتم توجيه العميل للمساهمة التي قد ذكر فيها سابقاً الأمر .
التعليقات