الجاذبية الفلسفية ليست قوة تُقاس بالمقياس أو تُرى بالعين بل هي جذب خفي بين الأرواح والأفكار تبحث عن مثيلها فكَرٌ عنيف يوقظ الآخر أو قلبٌ صادق ينحني بلا وعي نحو صدى آخر هي تلك القوة التي تجعلنا ننجذب إلى ما يضيء عتمتنا الداخلية إلى الأفكار التي تُنير عقلنا وإلى الأرواح التي تشبهنا في عمقها وسكونها. هنا لا قوانين ولا مسافات فقط انجذابٌ صامت يُربط بين ما نراه وما نشعر به.
جاذبية فلسفية
"الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف"
صدقت التنافر والجذب بين الأرواح موجود ومرتبط بقوة خفية، فمثلًا أنا أحب كتاباتك وفكرك وتبادل الآراء معك وأنا لم أرك حتى من قبل ♥️
تجعلنا ننجذب إلى ما يضيء عتمتنا الداخلية إلى الأفكار التي تُنير عقلنا وإلى الأرواح التي تشبهنا في عمقها وسكونها
أحيانا ننجذب لمن يكمل نقصنا، أو النسخ الأفضل منا ونريد الوصول لها كنموذج نقتدي به، وأكثر نقطة تجذب الاشخاص فعلا التلاقي الفكري والتوافق العقائدي، جربت مرة وتعاملت مع زميلة كانت مختلفة عني كثيرا من الناحية الأخلاقية، طبعا كانت محترمة جدا ولكن منفتحة بطريقة لا تناسب تربيتي وأخلاقي، النتيجة أن بعد فترة وجدت عدم ارتياح كبير رغم حبي لها.
نعم بالضبط أرى أن الجاذبية بين الأشخاص ليست مجرد شعور لحظي أو إعجاب سطحي بل هي تناغم دقيق بين الفكر والقيم والأخلاق أحيانًا نجد أنفسنا منجذبين لأشخاص يكملون ما نفتقده في داخلنا أو يمثلون نسخة منّا نطمح إليها، لكن الاختلاف الكبير قد يخلق شعورًا بعدم الانسجام لأن الروح تبحث عن انعكاس لقيمها ومبادئها الانجذاب الحقيقي إذن ليس مجرد إعجاب بل هو تلاقي داخلي يوقظ الفكر والمشاعر ويمنح العلاقة استمرارية وراحة عميقة
الجاذبية الفلسفية ليست قوة تُقاس بالمقياس أو تُرى بالعين
بل إن الجاذبية التي ترينها أنت تقاس بالمقياس أو ترى بالعين يراها البعض ومنهم أرسطو جاذبية فلسفية فكرية روحية بحتة! الله سبحانه عند أرسطو لم يخلق العالم بل يحركه فقط! ولكن كيف يحركه؟! يقول أنه لا يحركه بالمماسة لأنه لو حصل كان الله عرضة للحوادث وهذا نقص في حقه لا يصح أن يكون وإنما يحركه كما يحرك المعشوق عاشقه! فحركة الأفلاك و حركة الكون كله ذلك الناقص العاجز نابعة عن عشقه للخالق الكامل الواجب الوجود السرمدي! وانظري إلى أحدهم ماذا يفعل حينما يرى معشوقه يمشي في الشارع! إنه ليتحرك بفكره وبأشواقه إليه ثم يدفعه هذا الشعور وتلك الحركة الفكرية إلى حركة حقيقية فتراه يقبل إليه متهللًا مستبشراً. إذن الجائبية الفلسفية حقيقية وليست في الأفكار وحدها بل في الأفلاك أيضًا.
ما أعجبني في فكرتك أنها تضع الحب والعاطفة كقوة لا مجرد قوانين مادية جامدة هذا يجعلني أفكر أن كل روح وكل عقل يحمل في ذاته صدى لذلك الحب الكوني وأن حركتنا في الحياة ليست مجرد أفعال بل استجابة لشعور داخلي عميق بالاتصال والانجذاب نحو الكمال بل أحيانًا التناقض يصنع الانجذاب الفراغ يكمل الامتلاء، القوة تلتقي باللين، والسكوت يلتقي بالضجيج. هذه التفاعلات الخفية بين المختلفين تصنع صدى داخلي يوقظ الفكر والمشاعر ويخلق اتصالًا روحانيًا عميقًا
عقل منطقي جدًا قد يُنجذب إلى عقل مبدع وعاطفي وخيالي ليس لأنهما متشابهان بل لأن كلًا منهما يرى العالم بطريقة مختلفة ويستطيع الآخر أن يتعلم منه .
وصفك للجاذبية الفلسفية جميل كأنها خيط غير مرئي يشدنا لما يلمس أرواحنا وأرى أنها لا تتوقف عند الأفكار أو القلوب فقط بل تصل حتى للمواقف البسيطة في حياتنا أحيانا نشعر براحة مع شخص لأنه يعكس قيمة نحبها أو لأنه يذكرنا بجانب صادق في داخلنا حتى لو لم نتحدث معه كثيرا كأن الروح تختار قبل الكلمات من نقترب منه ومن نبتعد عنه وهكذا يصبح الانجذاب ليس مجرد شعور بل علامة ترشدنا لمن يضيف لحياتنا معنى أكبر
التعليقات