كنت أظنّ يومًا أنني سأجد السعادة في وجوه الآخرين…
في تلك الابتسامات المجاملة، الزائفة،
في نظراتٍ عابرة تشبه الدفء لكنها لا تمكث.
وما إن توقّفتُ لحظة،
حتى وجدتني غارقة في تيه الحياة…
محاصرة بهمسات قريبة، تلسعني بدل أن تواسيني،
تخذلني بدل أن ترفعني.
كنتُ دائمًا تلك التي تبتسم،
التي تتنازل عن حقوقها باسم الحب،
ولكن أي حبٍّ هذا؟
لم أعد أؤمن بوجوده،
فالقلب إذا انكسر، لا يُحب من جديد…
والانفصال لا يشفي وجع الخذلان،
ولا الانتقام يعيد شيئًا مما سُلب.
نعم…
أنا بكامل وعيي، اخترت الرحيل…
أم البقاء؟
لا أدري…
ربما اخترت اللعنة دون أن أعلم،
ندمت، لكن الندم لا يُعيد لي شيئًا.
كانت تضحية… أجل،
من أجل أرواح بريئة، لا ذنب لها،
لكن ماذا عني أنا؟
من يجبر قلبي؟
من يعيدني إليّ؟
ذاك ذنبه، ليعاني كما عانيت،
لينظر في عيني ويرى الكُره الذي لم أختر أن أُبقيه،
لكنّه بقي…
وهذا صمتي، عقابه…
إلى الأبد.
قال لي أخيرًا:
"أشعر وكأنكِ تكرهينني…"
فأجبته بهدوء من عرف مرارة الحب:
"لا… لا أكرهك.
هذه فقط لعنتك… إلى الأبد."
التعليقات