يٌغترض أن تكون السعادة الزوجية هدفًا مشتركًا للزوجين لكن في مجتمعاتنا العربية مع الأسف يتحول هذا الهدف إلى هدف شخصي يتحمله أحد الطرفين أكثر من الأخر في أغلب الأوقات ،وحتى في الحالات القليلة التي نجد فيها زوجين يبذلان نفس الجهد لتحقيق السعادة، أحيانا تتداخل المسؤوليات والأدوار بشكل يمكن أن يسبب مشاكل.

لذلك شخصياً؛ أعتقد أن الأهداف خصوصا الزوجية ينبغي أن تتحول إلى عقود واضحة وإلا تبقى مجرد كلام وشعارات سهل التملص منها وتغييرها أو نكرانها،وفي هذا أميل إلى أن الحياة الزوجية ينبغي أن تتأسس على مبدأ المذهب الهوبزي -توماس هوبز - وهو مبدأ التعاقد الاجتماعي أي أن الاتفاق المتبادل والمسبق على الأدوار يضمن العدالة ويقلل الاستغلال.

للحقيقة هذا موضوع شائك جدا، نجد فيه الكثير من الرؤى المتداخلة، لعل أهمها ما تقدمه الفلسفة النسوية ، نجد سيمون دو بوفوار ترى أن المرأة ليست "ملحقًا" بالرجل، بل كيان مستقل، مما يعني أن تقسيم الأدوار يجب أن يكون مبنيًا على الحوار والقدرات الفردية بدلًا من الصور النمطية، بينما ترفض جوديث بتلر فكرة الأدوار التقليدية والثابتة، فتعتقد الأدوار الجندرية ليست ثابتة أو مسطرة أو كاتالوج يأتي معنا طبيعياً و لا يمكن تغييره، بل هي أدوار"أدائية"، أي يتم تعلمها وتأديتها بناءً على الثقافة والمجتمع، لذلك تعتقد بتلر أنه عندما نقول إن المرأة يعليها أن تكون مسؤولة عن المنزل والطفل، أو أن الرجل يجب أن يكون معيل الأسرة، فإننا نعزز بشكل أو بآخر صورة نمطية قد لا تعكس الواقع الحقيقي لقدرات الأفراد أو ميزلاتهم أو مستوياتهم المعرفية والادراكية وطبيعة الحياة التي يريدونها وبالتالي، تقترح بتلر أن يتم إعادة تعريف هذه الأدوار بشكل مستمر بناءً على الاحتياجات والتغيرات الحياتية لكل زوجين.

نجد أيضاً أراء أخرى ترى العكس، ماريا ميليسنت فاوست Millicent Fawcett التي تعتقد بأهمية التعاون والمساواة، إذ ترى بأن التعاون هو المساواة، والعكس، بدون الحاجة للنظر في أنواع الأدوار والتسيمات الجندرية، بل تقسيم المهام بشكل يعكس رغبات وقدرات كل طرف، مع مراعاة أهمية الدعم العاطفي والمادي

في رأيك: هل يمكن وضع "عقد زوجي" واضح ينظم الأدوار؟ وهل سيكون ذلك ضمان للسعادة أم قيد إضافي على الزوجيين؟