أول يوم في رمضان يحدد كيف يستمر ، كيف تبني روتينك من أول يوم؟

أول يوم في رمضان يحدد كيف يستمر ، كيف تبني روتينك من أول يوم؟

لا أتفق مع هذه المقولة، فهي ظالمة نوعا ما، فالقول بأن أول أيام رمضان تحدد كيفية استمرارها، له شقّان الشقّ الأول قد يكون صحيحا إذا كان المرء انضبط والتزم بعادات إيجابية يومية جيدة، أما الشقّ الآخر فنحن نراه في مجتمعاتنا في رمضان، أين البدايات تكون جيدة والجميع يكون متحفزا لدخول شهر رمضان، فيكون التحضير له على قدم وساق، والمساجد في الصلوات الخمس ممتلئة وصلاة القيام كذلك، لكنما إن سرعان يدخل الثلث الثاني من شهر رمضان إلا وتنقلب الآية وهذا أمر مؤسف صراحة وكل سنة أشهده.

فينقلب الأمر من عبادة إلى عادة، فعوض ما كان الصائم يقضي أيامه في العبادة يحولها إلى عادات يقضي بها وقته، أما الثلث الأخير فبرأيي هو الامتحان، فالجميع منهمك في التحضير لعيد الفطر بينما الناس التي تدرك عظم تلك الأيام تكثر من العبادات والطاعات والنوافل طمعا في إدراك ليلة القدر وهي ليلة خير من ألف شهر.

فكلمة السر هي أن نلتزم وننضبط لا أن نتحفز ونتسرع أو نكلف أنفسنا ما لا تطيق في أيام رمضان الأولى، فختم القرآن مرة واحدة بتدبر خير من ختمه 10 مرات وكأننا نقرأ كي ننهي القراءة لا كي نتعظ ونتفكر في آيات الله سبحانه وتعالى، ورمضانكم مبارك.

كيف تبني روتينك الخاص برمضان من أول يوم؟

لا أعتقد أن يكون لرمضان روتين خاص به لأنه شهر كبقية الشهور عدا أننا نمتنع عن الطعام و الشراب بضع ساعات و تزداد فيه فروض العبادة ( النافلة) قليلاً. لا أعتقد أن تلك التغييرات تحتاج منا أن نجهد انفسنا في وضع خارطة طريق نسير على هداها في رمضان. فقط هي مواعيد النوم التي قد تتغير قليلاً وهذا لا يحتاج إلى بناء روتين خاص فأنا مثلاً قد لا أتأخر في سحوري وإنما أتناول سحوري ثم أنام بعده بنصف الساعة وذلك في العاشرة ثم أنهض لصلاة الفجر وأذهب إلى عملي. قد يكون ذلك مجه\اً أو يومين أو ثلاثة ثم لا نلبث أن نتعود عليه طيلة الشهر الكريم. كل عام وانت بخير

أولا أبدأ ببناء روتين لشهر رمضان من قبل بداية الشهر بيومين، حتى أضبط مواعيد النوم والاستيقاظ بما يناسب الشهر، فأنا أسهر حتى موعد الفجر وبعد الصلاة أنام عدة ساعات واستيقظ على العاشرة صباحا، فإذا ضبطت مواعيد النوم لا مشكلة في أي شيء آخر، كنت في السابق أدرس وبالتالي أبدأ يومي بالدراسة وأفصل بين المهام بالعبادة، فاستغل كامل اليوم حتى موعد الإفطار في الدراسة وقضاء العبادات، والآن أعمل، فبنفس الكيفية سأقوم بقضاء اليوم، وبتقسيم مهام المنزل في هذا الشهر، فأنا أتولى مسؤولية مهام ما بعد الإفطار، انتهي منها على موعد صلاة العشاء، وعند الانتهاء من صلاة التراويح أنهي ما تبقى من العمل، ثم استريح حتى معاد السحور وصلاة الفجر، فأنام وأعيد الكرة، وفي شهر رمضان مهما كانت الأعمال متعبة أو ضاغطة إلا أنني أشعر براحة وطاقة للإنجاز فتسير الأمور على ما يرام، وإذا قصرت في يوم اعوض في اليوم التالي.

احاول برمضان ان امارس الرياضة قدر المستطاع واستغل الصيام لما له من آثار حسنة على الفرد، أحاول أيضاً أن اجعل العمل يكون قبل الافطار وبعده بساعتين. سأحاول أيضاً عدم الاكثار من طعام الافطار حتى لا اصاب بالتخمة وافقد نشاطي للعمل.

تقسيم الوقت مهم جدا خاصة برمضان، فللعبادة وقتها وللعمل وقته ولحياتك الشخصية وقتها

وان كنت لا اعلم هل ستنجح محاولاتي في رمضان صحي ولكن تكفي المحاولة.

أذكر مقولة تقول: "من ترك نفسه بلا جدول؛ جدولته الملهيات"، لذا أود أن أوضح أن أي روتين أود اعتماده أو عادات أو بنائها في رمضان يجب التخطيط لها ليس في رمضان نفسه، بل يجب أن أبدأ بالتأسيس لها قبل دخول الشهر الفضيل، ثم أبني مع دخوله إن شاء الله. وهذا التخطيط وذاك الجدول ليس بالضرورة أن يكونا حرفيًا بالورقة والقلم، بل أبني أشياء صغيرة وأمارسها حتى تلتصق بعقلي وتنعكس على عاداتي بمنطقية وتلقائية ليس قسرًا.

لوضع قطارناعلى مساره الصحيح أو لبناء روتين جديد أكثر جودة وأنفع لنا .لذلك أحاول دائما أن أعتني بأول أيام رمضان لأنه سوف يحدد على الأغلب كيف سيتمر للنهاية

مما سبق، فوضع القطار على المسار الصحيح يبدأ قبل انطلاقه لا بعده، لذا فليس فقط أول أيام رمضان هو ما سينعكس على ما بعده، بل ما أسسنا له قبل رمضان بأسبوع أو أكثر، سنتمكن من البناء عليه.