لقد أصبح العالم موحش ومخيف بقدر ما فيه من سيول جارفة من المعلومات والبيانات، لقد أصبحنا في عالم ما بعد المعرفة لا نريد أن نعرف بقدر ما نريد أن نثق فيما يقدم إلينا من معارف؛ ونقرر هل نصدقها أم لا، فقد أصبح التمييز بين الصحيح والخاطئ تحديًا كبيرًا أصعب من تحدي البحث عن المعرفة نفسه.

في الماضي؛ كان يتم التلاعب بالبشر عن طريف استهداف غرائزهم واستمالتهم بطرف غير غقلانية، لكــــــــــن التلاعب الحديث لم يعد يعتمد على الغرائز فقط، بل يستخدم "العقلانية" والمنطق والبراهين البارعة، لتبرير الخداع والتلاعبات.....

الكثير من الناس اليوم بدأوا يعودون إلى أحاسيسهم وما يمليه عليهم صوتهم الداخلي لتفادي التناقضات التي يرونها، فهل وصلنا إلى زمن الحدس، هل يمكن أن يكون الحدس – ذلك الصوت الهادئ داخلنا – هو المنقذ؟ هل باتت مشاعرنا الداخلية أكثر صدقًا من التفكير المنطقي؟