التربية بناء وأهم ما في البناء الأساس، وأهم ما في الأساس أن يكون على تقوى من الله. كما أن التربية ليست موروثا نتوارثه قد فات زمانه، ولا اجتهادات تحتمل الصواب والخطأ، ولا مجرد ثقافة نتنظر بها؛ إنما التربية علم وتدريب ومهارة إلى جانب كونها رسالة ومسؤولية. لن تنجح في التربية إلا إذا اعتبرت أن ولدك هو استثمار عمرك؛ فهو أثر بعد مماتك وعمرٌ بعد عمر، ورفيقٌ في الجنة بإذن الله تعالى.
إن كثيرا من الآباء والأمهات يبتهجون بالطفل ويلاعبونه ويدللونه ولا ينتبهون لتربيته إلا مع ظهور أول مشكلة، والتي ربما تكون في سن الخامسة أو السابعة أو التاسعة.. وبعضهم ينتبه مع دخول طفله مرحلة المراهقة في الثانية عشر مثلاً، وهنا يكون قد ضاع حظٌ عظيمٌ من التربية؛ فقد كبر الغصن الغض وصار شجرة تستعصي على التقويم! إن الغرس له مواسم. فإذا فات الموسم فاتتك فرصة أن يخرج ما تغرسه قوياً سليماً معافىً؛ لأنك إذا غرست زرعاً في غير موسمه خرج ضعيفاً هزيلاً هشاً.. والسؤال هنا هو: إذا أردتُ ولدا يكون قرة عين لي، وأردتُ تربيته فمتى تبدأ التربية؟
التعليقات