لدي أب لا يتناسب مع تطلعاتي واحتياجاتي، وأخي سيء بغيض، أُم أنانية لا تقدر خصوصيتي وتحترم مشاعري، مديري في العمل شخص كريه لا أطيق طريقة معاملته، جاري لئيم يتعدى علي ....لا أدري كيف أتعامل معهم وأشعر بأن حياتي تُسلب مني بسببهم....

 لا بد أن كل واحد منا قال عبارة واحدة من هذه العبارات ولو لمرة واحدة في حياته، إنها مشكلة أزلية لا مفر منها، فهل من حل؟

يُعلمنا ابكتيتوس أن العلاقات تحدد الواجبات، وأن ما يُقرر أنه واجب، لا يمكن التخاذل فيه أو التعامل معه بعاطفة، بل يجب الخضوع لقانون الواجب دون أي نقاش، هو والدي، يعني أن عليا أن أرعاه وأذغن لأمره في كل ما يطلب، وأتحمل إهانته أو ضربه- والكلام لإبكتيتوس دائما- .

لكنه أب سيء يا ابكتيتوس؟ يقول ايكتيتوس بكل بساطة: حسنا، وهل لدي أي حق طبيعي في أب جيد؟ هل لدينا حق في أن نطلب أب على مزاجنا؟ ... أنه أب وحسب، يكفي وجوده وصفته كأب حتى يتوجب علينا احترامه والائتمار بأمره، وكذلك الأخ المسيء، علينا أن نحرص على حفظ العلاقة معه دون أن نهتم بما يفعله هو، بل بما يجب علينا نحن أن نفعله، لأن الغاية في النهاية هي الانسجام مع الطبيعة، والطبيعة في هذه الحالة تقول أن الأخوة يجب أن يبقوا على صلة وترابط.

أروع ما يعجبني في موقف الرواقية في مسألة العلاقات هو مبدأها بأن لا أحد يمكن أن يضرنا ما لم نرد نحن ذلك، وأن الضرر يحدث فقط إذا افترضنا نحن بأنه ضرر وأننا تضررنا منه، أي أن حكمنا على الموقف هو من يحدد معناه، وهذا ما توصلت إليه بالفعل كل مدارس علم النفس الحديث.

الخلاصة أن كل علاقة واجبة علينا، نحتاج أن نعرف ما هو واجبنا فيها بالضبط ونأديه دون أي أعذار مهما كان سوءها.