ما رأيكم في موجة فلسفة الحبة الحمراء "Red pill"؟ وهل هي جيدة لردع النسويات؟

ما علاقة أن المجتمع فرض على الرجال أن البكاء في العلن ضعف وبين الهيمنة النسوية، النسوية كحركة جاءت بهدف إعطاء المرأة حقوقها التي سلبها المجتمع والعادات والتقاليد وليس لهزيمة الرجل، مع معارضتي للمبالغة بهذا الشأن منن يقودون هذه الحركة.

المقصد أن الهدف من الريد بيل ليس محاربة المرأة، بل هو تشجيع الرجال على تحدي المفاهيم السائدة حول الرجولة والتعبير عن أنفسهم بطريقة تتناسب مع هويتهم الشخصية بما يخدم مصالحهم ويعزز ارتباطهم بالعالم من حولهم.

الغريب وما يحيرني جدا أن حقوق المرأة التي تسعى النسوية أعطائها للمرأة وكذلك ما تهدف إليه الفلسفة الحمراء في حقوق الرجال قد وضحها الدين الاسلامي سواء بالكتابة أو السنة، يعني نقطة البكاء التي تعد عار في بعض المجتمعات، فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يبكي على فقدان أحبائه دون أي تقييد، ونحن نترك ذلك وننظر حركات تعطي لنا حقوق هي بالفعل من حقوقنا وحرياتنا التي كفلها الدين

لا أؤيد أبدًا تلك الفلسفات لا النسوية ولا الرجالية، فمثلما تبالغ كثيرًا أغلب الحركات النسوية في إنحيازها ضد الرجل وتشجيعها عن انسلاخ المرأة من دورها الحقيقي، كذلك الأمر تبالغ أكثر مثل تلك الفلسفات مثل "فلسفة الحبة الحمراء" لدرجة أن بعض أتباعها يدعون إلى مقاطعة الزواج بحجة عدم إظهار الاهتمام والاحتياج للمرأة، وجميعنا يعرف ماذا ستكون نتيجة توغل تلك الأفكار من الوصول إلى مجتمع منحل متحيز الأطراف. المرأة الواثقة في نفسها والمدركة لحقوقها وواجباتها لا يقلل منها أبدًا تقدير دور الرجل، ولا تسعى للتمرد عليه فقط لتبدو أكثر قوة وهمية، والرجل كذلك لا يقلل منه احتياجه للمرأة وتقديره لها، كل ما يحتاجه الطرفان ليس الرجوع والاستناد إلى تلك الحركات الغربية والغريبة، بل الرجوع والاستناد إلى تعاليم الإسلام التي ضبطت العلاقة بين الرجل والمرأة وكفلت الحقوق قبل مئات السنين.

في الخطاب مع النسويات أحاول أن أتجنّب الصدام معهم، ولذلك أتجنّب هذه النظرية أو أي نظرية فيها تحدي وسجال فكري، استخدم هذه الطريقة عادةً للنقاش معهم: personalize the matter أي شخصنة الأمر، كيف أقوم بذلك وما الذي أعنيه؟ أن أقوم بتحويل كل موضوع ضخم أو حساس معهم لسؤال يمس عاطفتهم الشخصية مباشرةً (خاصة أن النساء بمعظمهم لديهم هذه الخثلة المشتركة من الشعور بالتعاطف والحماية والحب المبالغ به لمن يعنيهم من الناس أصدقاء وأقارب وأهل)

كمثال من وحي المساهمة التي كتبتها يمكن أن أسألها عن موضوعة بكاء الرجال واكتئابهم التالي:

"إذا كان الرجل الذي تهتمين به يبكي، هل يسقط من عينك؟ ألا تريدين أن يشعر شريكك بالراحة في التعبير عن نفسه؟".

وهل عدم إظهار الرجال للعواطف السلبية سببه الموجة النسوية بعصرنا هذا؟ هل كان جد جدك يبكي بكل أريحية ويجاهر باكتئابه وحزنه أيام كانت النساء منتقبات ولا يخرجن من المنزل إلا للضرورة القسوى؟

تدعو أن لا يكون هناك فوارق في التعبير عن المشاعر بين الرجال والنساء! هذا ما تدعوا إليه الحركات النسوية, فهي تتبنى مفهوم toxic masculinity بقوة, كما أن الحركات النسوية الغربية المتطرفة تسعى لإلغاء الفواصل بين الرجال والنساء تماما وذلك عن طريق "تخنيث الرجال" و"استرجال النساء" ولا تفهم من كلامي أنني أقصد أن موضوعك عن الاكتئاب والبكاء هو دعوة لتخنيث الرجال أو مطلب لإفساد المجتمع, ولكن ما أقصده أن هذا المطلب تعمل عليه الحركات النسوية الغربية بتطرف شديد ولا يعارض مبادئها.

فهل تظنوا حقا ان هذي الفلسفه ستساعدنا في تحرير الرجال من الهيمنة النسوية ?

لا أدري كيف ستواجه النسوية بمطلب يوافقونك عليه؟

يوجد عندك خلط مفاهيمي، فالنسوية غرضها تحرير المرأة وإعطائها حقوقها، وقد نجحت النسوية في إعطاء المرأة الحق في التعليم والعمل والإنتخاب، ولكن ما زالت النسوية وخصوصاً في الوطن العربي تناضل في حق المرأة في جسدها (ختان الإناث وزواج القاصرات)، وعالمياُ وعربياُ تناضل الحركات النسوية من أجل أجر عادل بين النساء والرجال، وإنهاء العنف ضد المرأة مثل (التحرش والإغتصاب والعنف الجسدي والإتجار بالنساء)، وتوفير الحق للمرأة للوصول لوسائل منع الحمل والإجهاض.

اما عن التشنيع علي البكاء بالنسبة للرجل ليس السبب فيه الهيمنة النسوية بل الهيمنة الذكورية، لأن هذا المفهوم كان جدي وجدك يقولوه من قبل ان يكون هناك نسوية، ولو قمت بالذهاب الي البادية او قرية نائية ستجد البدوي والفلاح يقولون لأبنائهم الرجل لا يبكي، ولو سألتهم سيقولون هذا ما وجدنا عليه آباءنا .