عندما ننظر بتمعن في أحوال المجتمع المعاصر، نجد أن​ الطب النفسي بات أداة نلجأ إليها بسهولة مفرطة هاربين من مواجهة أزماتنا، مع أنه حليف ضروري في معركة بعض منّا مع ظلامه النفسي في كثير من الحالات المستعصية، بيد أنّنا عندما ننظر لدوافع أغلبنا قد نجدها مجرد محاولة لطمس الألم بمسكن سريع مؤقت.. لا رغبة في الشفاء الحقيقي! فمن الأمثلة التي استغربتها حقا فتاة حزينة بعد فسخ خطوبتها، بدل أن تبحث عن طرق أكثر فعالية لإدارة هذه المرحلة، فقد ذهبت بسهولة للحل السريع والعصا السحرية.. الطب النفسي!! التاريخ مليء بأمثلة الانفصال قبل الزواج وحتى بعد الزواج، فلماذا أصبح هذا الأمر الآن يستدعي طبيبا نفسيا؟ برأيي يجب تشخيص الأمور حسب الحالات لا على الأهواء والمنظورات الشخصية، مثلما ذكر الكاتب، الحرب، الاغتصاب، التعذيب والحوادث المفجعة ربما نتفق جميعا عليها، على نقيض حالات أخرى كالانفصال والطلاق ورسوب دراسي وفشل وظيفي.. كان التعافي من هذه الحالات بشكل طبيعي بدون أدوية هو الوضع العادي أما الان فأيّما سبب نرميه للطب النفسي، لا نستهين بالأسباب ولكن الزمن جزء من العلاج، والصبر جزء من العلاج، ومواجهة المشكلات بوعي والبحث عن حلول واقعية أفضل من تعويد أجسادنا على الأدوية النفسية، فهذا حتى لو سكّن آلامنا سريعا إلا أنه يجعلنا أضعف على مواجهة مشكلات الحياة اليومية العادية دون هذه الأدوية.

فبرأيكم كيف نتعافى من إدمان الطب النفسي؟