تتجلى فكرة الذكاء العاطفي كقوة خفية تتحدى المنطق البارد بشراسة بل وتتفوق عليه أحيانا، عندما نقرأ رواية: "فضيحة في بوهيميا" نجد هولمز يعترف بذلك، هذا الصراع بين المنطق والمشاعر يبرز حين تواجه عقولنا شخصًا يمتلك فهمًا عميقًا للطبيعة البشرية مثل ايرين إدلر، ويعرف كيف توجّه العواطف وتؤثر في سلوك الآخرين، تتوقع دوافعهم وتستوعب مشاعرهم​، أحيانا يكون الخصم الذي يقرأ أفكارنا ويفهم دوافعنا أكثر خطرا من الذي يستخدم عقله فقط! لا نحتاج أن نسرح بخيالنا بعيدا لإدراك ذلك، جميعنا مثلا واجه ذلك الموقف الذي تتمكن فيه الأم من شرح مايشعر به الابن وايصال ألمه بدقة الى الطبيب، قوة المشاعر هي بديل الأدلة المنطقية في هذا النوع من الذكاء، أو لننظر في واقعنا الى الطبيب النفسي الذي ينجح في تعديل سلوكيات الآخرين، يخرجهم من الادمان، بل ويوجههم لسلوكيات أخرى هو اختارها في الحقيقة، بدأ كل ذلك بفهمه لمشاعرهم والمرونة في الاستماع الى دوافعهم التي قد تكون تافهة أحيانا، الى النقطة التي يصبح فيها صاحب السيرك وهم دُماه، وهناك قصص كثيرة لمجرمين متسلسلين أو مرضى نفسيين كانوا ضحية طبيب نفسي مجرم أو شخص خبير في التلاعب على وتر العواطف.

لعلّنا نجد نسبة كبيرة معارضة لهذه النتيجة إما عن ثقة زائدة باتباع المنطق أو لعدم تعرضهم بعد الى لحظات تختبر قلوبهم، مواقف يستدعي حلّها أكثر من حسابات منطقية، في الحقيقة مثل هذه المواقف التي قرأتها في كثير من مناقشاتكم الأخيرة كطالب مشاكس، موظف غير متعاون، عميل متشكك، حتى النفس المهملة وغيرها أوضحت التضارب في آرائكم بين من يميل للمنطق المجرد ومن يبحث عن فهم للدافع و حلول لتغيير السلوك، أرجح أن "ايرين إدلر" كانت لتنجح في هذا التغيير، لذلك بدل محاولة التهرب من غبائنا العاطفي بالاعتماد على الحلول المنطقية المجرّدة، لماذا لا نبحث عن أفضل الطرق لتطوير ذكائنا العاطفي؟ ربما كل واحد منكم يمتلك أحد الحلول، يعرف إحدى الحيل، جرّب إحدى الأفكار أو قرأ أو سمع إحدى الطرق الفعّالة لفهم وتوجيه النفس البشرية.

لنتشارك هذه الطرق، الحلول، الحيل والأفكار ونصل الى أفضل إجابة لكيفية توجيه العواطف للتأثير على سلوك الآخرين؟