الهدوء يدعم السرعة كلامٌ غريب، ويبدو للوهلة الأولى متناقضًا، إلا أنه واقعي تمامًا وفق تجاربي وتجارب بعض المحيطين بي من وجهة نظري الخاصة، فالبعض يتوتر بشكل مبالغ فيه حين يُطلب منهم تنفيذ العديد من المهام في وقت قصير، ورغم الجهد الذي يبذلونه في أداء تلك المهام بأقصى سرعة لديهم، يتأخرون عن التسليم في الموعد المحدد في كل مرة، وذلك ليس بسبب كثرة المهام فقط، بل بسبب دوامة التوتر التي تمنع الإنسان من التفكير بشكل صحيح. فبمجرد دخول تلك الدوامة، يختفي
آداب تلقي النقد والتعامل معه
تعريف النقد إن معظم الناس يعتقدون أن النقد هو ذكر الجوانب السلبية في شخص معين أو في فعله أو في قوله. ورغم أن هذا جانب من جوانبه، إلا أنه لا يعبر عنه بشكل كامل. فالنقد في أصله هو دراسة لطبيعة حالة معينة ومحاولة تفسيرها وذكر إيجابياتها وسلبياتها وسماتها الذاتية وما يميزها عن غيرها وهويتها. والهدف الأساسي من النقد هو إعادة تشكيل الحالة بأفضل مما كانت عليه، لتجنب أكبر قدر ممكن من السلبيات وتحقيق أقصى استفادة من الإيجابيات. والنقد مهم للحفاظ
عنقاء مصر .. الحياه من الرماد
تَقُولُ الأُسْطُورَةُ إِنَّ طَائِرًا ضَخْمًا وَقَوِيًّا يُدْعَى "العَنْقَاءَ" يَجُوبُ العَالَمَ كُلَّهُ جَوًّا فَوْقَ السَّحَابِ، حَتَّى يَجُورَ عَلَيْهَا الزَّمَانُ فَتَشِيخَ وَيَقْتَرِبَ أَجَلُهَا. فَتَذْهَبُ إِلَى عُشِّهَا فَوْقَ أَعَالِي الجِبَالِ، وَتَحْرِقُ نَفْسَهَا حَتَّى تَتَحَوَّلَ إِلَى رَمَادٍ أَسْوَدَ. وَمَا تَكَادُ تَمُرُّ بِضْعُ دَقَائِقَ حَتَّى يَشْتَعِلَ ذَلِكَ الرَّمَادُ مُجَدَّدًا وَيَنْبَعِثُ مِنْهُ العَنْقَاءُ شَابَّةً فَتِيَّةً، ثُمَّ تَطِيرُ إِلَى مِصْرَ لِتُسَلِّمَ عَلَى أَهْلِهَا وَتُعْلِنَ عَنْ مَوْلُودِهَا الجَدِيدِ، ثُمَّ تَرْتَفِعُ فَوْقَ السَّحَابِ لِتُكَرِّرَ نَفْسَ الدَّائِرَةِ مِرَارًا وَتَكْرَارًا إِلَى الأَبَدِ. وَلَكِنْ لِمَاذَا مِصْرُ بِالتَّحْدِيدِ؟ لِمَاذَا تُسَلِّمُ العَنْقَاءُ عَلَى أَهْلِ
الإدمان العلني
مررت بفترة حذفت فيها حساب فيسبوك الخاص فسأني أصدقائي عن السبب فقلت: إن الموقع يطرح على زواره مواضيع لا تعنيهم، دون رغبة منهم في ذلك، أقصد هنا القضايا الشائعة (الترندات)، فاتبعوا سؤالام بآخر : وما يعنيك، لماذا تكره التريند؟ وها أنا أجيب: في بداية تصفحي لموقع فيسبوك، كانت بعض المنشورات التابعة لأشخاص لا أهتم بهم، تعرض ضمن آخر الاخبار، ورغم عدم اهتمامي بتلك المواضيع، إلا أن الكلام المكتوب فيها، كان في غاية الاستفزاز، مما كان يحفزني للرد عليه؛ فكنت أعلق وأرد
التهديد الاصطناعي في مسرحية "الهمجي" لمحمد صبحي
عرض الفنان محمد صبحي في مسرحية "الهمجي"، في أحد فصولها، تصورًا بدائيًا لشكل الشرائح الإلكترونية التي يمكن توصيلها بالدماغ البشري مباشرةً. إلا أن فكرتها كانت ثورية بشكل كبير، حيث إنها لم تكن تقرأ بيانات إشاراته العصبية وتعرضها في صورة معلومات ونبضات على شاشة كما يحدث اليوم، بل وصلت إلى مرحلة معالجة الإشارات العصبية وإعادة توجيهها للمخ، مما يساهم في ترشيح القرارات واختيار القرارات "المنطقية" فقط، وفقًا لما تمت برمجة الشريحة عليه من خوارزميات تساعد الشخص في تحسين قراراته، كما ادعى
توظيف أم استعباد؟
أكبر خطأ يقع فيه أي مدير أو مسؤول أو قائد هو معضلة الأدوات البشرية، حيث يقوم بتوظيف مجموعة من الموهوبين بناءً على خبراتهم وإمكانياتهم وإنجازاتهم السابقة، ولكن ما إن يبدأ العمل معهم حتى يُنهال عليهم بالنصائح بشكل يبدو وكأنه يوجههم إلى الطريقة التي يجب أن يعملوا بها. وإذا أبدى أي منهم أي اعتراض أو طلب تركه يعمل بالشكل الذي يناسبه، يبدأ المسؤول في الحديث عن طريقة هذا المعترض في عمله على أنها رجعية وبطيئة، ويحاول التسويق بشكل ما إلى أن
مغالطة تأثير القوى العظمى
تأثير عدم القدرة على التفسير بسبب الأوضاع السلبية التي يمر بها بعض الناس في حياتهم، تبدأ عقولهم في تصديق سيناريوهات غير منطقية لأسباب تلك الأحداث، وبسبب عدم شكهم في قدراتهم العقلية، تتفاقم المشكلة أكثر. حيث يلجأ العقل إلى تفسير كل الإخفاقات والأحداث غير المنطقية بالنسبة إليه عن طريق إسنادها إلى قوة أعلى، تتحكم في تلك الأحداث بشكل يمنع من إحداث أي تغيير بأي وسيلة. إخلاء المسؤولية الشخصية وتوجد صور متعددة لتلك المغالطة، منها نظريات المؤامرة الكونية، والتشكيك في جدوى الحياة
تفاهة منبعها العذاب
لماذا انت تافه؟ قد يكون بسبب الألم الذي أحاول إخفائه، أو بسبب استقرار في حياتي، بدأت اعتاد عليه مؤخراً، واخشى أن يتبدل بي الحال في لحظة، واعود إلى أزمات الماضي بكل مشكلاته وآلامه، فقررت أن أتعامل مع كل أمور حياتي ببساطة. لم ارد أن أعيش في اسرة مفككة ولكنني عشت، لم ارد أن ادخل الخدمة العسكرية ولكنني دخلت، لم ارد ان أتعرض للضرب والألم والاحراج والخوف ولكنه حصل. لا احد يختار الألم لكننا جميعاً نتألم، لا أحد يجب الكوابيس لكننا
عقلية الفنان
إن أي مجال في عالمنا لا بد ان يرتكز على ثلاثة أساسات مهمة، يشكل كل أساس منهم جانب من جوانب هذا المجال، وتلك الجوانب كالتالي: الجانب المعرفي والإدراكي: وهو الجانب الذي يشكل المعرفة المكتسبة الخاصة بهذا المجال، من معلومات وقواعد ومبادئ ونصائح وغيره. الجانب المهاري السلوكي: وهو الجانب الخاص بالخبرة العملية والمهارات والتقنيات الخاصة بالمجال. الجانب الفني التذوقي: وهو الخاص بالجانب البصمة الشخصية والإبداع والإتقان والابتكار وهكذا. وسوف تجد تلك الركائز الثلاثة موجودة في كل المجالات سواء عملية أو رياضية
عقدة الفريق
الكثير من الناس في الوطن العربي يعتقدون بأن العمل ضمن فريق أمر لا فائدة منه، وأنه من الأفضل له أن يعمل منفرداً، أو يجد طريقة لإجبار من يعملون معه على تبني أسلوبه وطريقته وفلسفته الخاصة، وهذا يعود بالطبع للنزعة الفردية التي اكتسبها سكان الحضارة الحديثة، التي صارت تقدس الفرد على حساب الجامعة وتنسب الأعمال العظيمة لأشخاص بعينهم، بغض الطرف عن من ساعوده في إنتاج ما صنع. كمثال إذا نجحت إحدى الشركات ينسب كل الفضل إلى ال SEO أو المدير التنفيذي
معضلة الخطأ
أغلب مشاكل المبدعين عند العمل على فنهم هو شكله النهائي، فكل فنان يفكر في شكل عمله النهائي قبل أن يبدأ في أول خطوة فيه، وهذا يصنع نوع من المشاكل الفنية، والتي هي الفجوة الأبداعية، حيث عندما يبدأ الفنان في أولى محاولاته لإخراج فنه، فإنه يصدم بمدى الفارق بين ما كان يراه في عقله، وبين ما صنعت يداه على أرض الواقع، وهذا يفقده الثقة في فنه، وفي قدرته على الوصول إلى الحلم الإبداعي المثالي الذي يعيشه في خياله. وهذه المعضلة هي
عيد ميلاد تعيس!
قبل عقدين من الزمن بدأت رحلتي الشاقة بين الوحدة والألم، كنت قبلها أهوى الرفقة والصداقة وأبحث عن الأمان، أما اليوم وقد شارفت على الثلاثين من عمري صرت أشعر بالرغبة قي البقاء وحيداً، مستشعرًا ألمي ووحدتي في صمت وهدوء. لا شيء أسوأ من الوحدة، إلا أن يكون وجودك مماثلاً لعدمه، حينما تكون كالعامل مساعد، كالصفر على اليسار، حينها تجتاح كل كيانك أسئلة وجودية تعبث بعقلك وتمزق كل أحاسيسك، يظن كل من حولك أنك مسكين، وأنت ترى نفسك أقل من ذلك، مغلوب،
عقوبة بالأحلام
ولدنا فحققناً حلم آبائنا، وكبرنا لينسج حولنا الخيال الخصب عالماً من الأحلام، وعلى عكس معظم للأطفال الذين يحلمون خلال نومهم، كانت أحلامنا يقظة، نراها ونعيشها كما نرى الحياة ونعيشها، إلا أن العالم لم يكن مستعداّ بعد لاستقبالنا، فعوملنا كالمجانين والممسوسين والمضطربين، وصارت تلك الاحلام التي كانت تزين واقنعا سجناً لنا، سجناً يعزلنا عن الواقع ويصرف عنا كل من يحاول التقرب منا. صحيح أن منا من أصبح فناناً أو مخترعاً أو حتى قاوم احلامه واندمج في مجتمعه، لكنهم قِلة، أما الباقي
رحلة طويلة ... لحياة قصيرة
حين تكون تنتهي من عملك بعد يوم طويل، وتريد أن تعود لبيتك لترتاح، فسوف تختار الطريق الأسىع والأسهل للبيع بلا تفكير، وهذا قد يبدو قراراً طبيعياً ومنطقياً، لكن ماذا لو وجدت طريقك المعتاد للبيت مغلقاً، ولا خيار لك إلا البحث عن طريق آخر، حينها سيركبك الهم ويحاوطك الخوف، وتسأل نفسك أما آن لهذا اليوم أن ينتهي؟! حينها ستسلك السبل، وستستشكف الطرقات الجانبية، والحارات، والأزقة، التي لم تفكر في دخولها من قبل، ستمر بأسواق، وبيوت، وأماكن، لم تكن تعلم بأنها موجودة
المسودة محلها القلب
المسودة هي عبارة عن مساحة حرة من الأفكار والمشاعر على صفحة بيضاء بدون تخطيط مسبق أو قالب معين، وهي من أهم تمارين الكتابة اليومية، التي تميز أي كاتب عن غيره، لأنها ممارسة يومية تشبه التمرين اليومي. كالذي يمارس الجري على المشاية، فإنه لا يركض ليصل إلى وجهة معينة، لكنه يدرب عضلات ساقه وقوة تحمل قلبه على تحمل المجهود الطويل، ويجدد الدورة الدموية، كذلك الكتابة اليومية أو ما أسميه: تمرين المسودة. لذلك عندما تكتب المسودة لا يجب أن تفكر ماذا سوف
أزمة الانتماء
هل علينا أن نتقبل أحياناً أننا بلا قيمة بالنسبة للآخرين؟ أعني كثير منا في بداية حياته يسعى ليكون عضواً فاعلاً في مجتمعه فيبذل الجهد والطاقة في تحقيق إنجازات يبحث عن صداها في عيون المجتمع والمقربين، وما إن يعلن عن إنجازه ويطلب الاهتمام والرأي، حتى يتفاجئ بالانشغال غير المبرر والتجاهل التام، لدرجة تقنعه بأنه لو لم يعلن عن إنجازه لما سأله عنه أحد،وأن كل اهتماهم السابق ما كان إلا فضاً للمجالس ومجاملات اجتماعية بسيطة، لم يرد في خلد من قام بها
فأر وصرارة
أخيرا يا صديقي... كنت قد اخبرتك بأني أصور فيلماً وثائقياً عن الحياة البرية، عن التصرفات الغريبة للحيوانات، وفي إحدى المرات ذهبت لاستخراج الكاميرا من الغابة، وعدت بها إلى منزلي وفرغت محتوياتها لأشاهدها على الشاشة، وبقيت أسرع اللقطات حتى وصلت إلى المشهد المنتظر: كنت قد ثبت الكاميرا أمام شجرة كبيرة، وكنا في فصل الخريف، فكانت أوراقها كلها متساقطة، وعلى أحد أغصانها يقف كالتمثال صياد جارح يدعى عقاب الصرارة أصفر العينين، والذي كان يلاحق بهما فأراً منزلياً يتحرك أسفل الشجرة، لا أدري
الرواية بفعل الأمر
المتعارف عليه عند أغلب المؤلفين والكتَّاب أن السرد إما أن يكون في الزمن الماضي أو في الزمن الحاضر، وأحيانا يستخدم الناس الكلام عن المستقبل كاستشراف أو نبوؤة في القصص، لكن ماذا لو قلت لك بانه توجد قصة في كتاب الله تبارك وتعالى حكيت بفعل الأمر أي بلا زمن. وهي قصة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، عندما سأل الله تبارك وتعالى أن يريه كيف يحيي الموتى، فأمره الله أن يقوم بذبح أربع طيور وتوزيع جثثها على الجبال، ثم دعوتها ليجدها تأتيه
مقاصد الزهد
الزهد والفقر كنت أحاول إقناع بعض أصدقائي بأن الزهد في الدنيا هو أفضل تعامل معها، وبأن الطمع فيها جمع للتراب، لا مكسب فيه وسيثقل حركتك ليس إلا، وكان الرد دائمًا يأتيني بأن هذه الأفكار المثالية عفا عليها الزمن، وأما زمننا فهو زمن التربح والثروة والقوة الاقتصادية، ولا فائدة من الزهد لأنه سيؤدي إلى الفقر. معنى الزهد وهنا أدركت المشكلة، فهم يظنون بأن الزهد يعني التخلي عن الحياة نفسها بكل متعها والعيش بعيداً عن الناس، وهذا ليس زهدًا إنما هو تخاذل
منبع الكتابة
مشكلة الكاتب الأزلية الكثير من الكُتَّاب سواء المبتدئين أو الخبراء منهم يعانون من مشكلة شائعة في الكتابة، وهي نضوب الأفكار وقلة مواردها، ويسأل الجميع من أي تأتي الأفكار؟ وكيف يكتب البعض يومياً دون توقف؟! ومن واقع تجربتي المتواضعة فالأمر ليس صعباً، لكنه يحتاج إلى صبر وتعود وتدريب مستمر، لذلك سأطرح عليكم ثلاث نصائح في هذا المقال، قد يساعدكم تطبيقها على حل مشكلة ندرة الأفكار إلى الأبد بإذن الله تعالى. النصيحة الأولى: اهتم بالتغذية والتدبر والمقصود هنا بالتغذية هي المدخلات الفكرية
الكتابة.. بين الحدس والمنطق
الكتابة مصطلح عام الكتابة تعتبر مصطلح عام يضم العديد من التصنيفات والفون الأخرى، فهو تماماً كمصطلح الرسم أو التصميم، ومن أمثلة تلك التصنيفات: الكتابة الإبداعية والوظيفية والصحفية ..إلخ وبدورها الكتابة الإبداعية تنقسم إلى عدة فنون منها: الشعر والقصة والنثر، ومن كل فن منها تتفرع أشكال كثيرة من أشكال التأليف والكتابة. قاعدة الحدس والمنطق ولذلك تتباين طرق الكتابة والتأليف، بحسب نوع وشكل الفن الذي يمارسه الكاتب، فمن يكتب الشعر ليس كمن يصيغ التقارير، إلا أن قاعدة واحدة عامة تحكم عالم الكتابة
عقلية الصائغ في الكتابة والتأليف
عقبة الكاتب الأولى التي تقف بينه وبين الصفحة البيضاء هي تصوره النهائي للنص، وهذا ورغم أن الكتابة الحقيقة تعتمد على التجربة لا التوقع. تمرين نسخ الأفكار ولإدراك هذا المعنى يمكن لكل كاتب أن يقوم بتمرين اسمه نسخ الافكار: بحيث يقوم الكاتب يومياً بتحويل واحدة من المواضيع التي تشغل باله إلى نص مكتوب، دون تمحيص أو تدقيق أو معالجة، مجرد تفريغ فكرة ما تؤرق دماغه بشكل يومي، وسيلاحظ مع مرور الوقت أنه صار يمكتلك بنكً من الأفكار والنصوص القابلة للتعديل، التي
البلاء من الله .. والتصعيد من العبد
بحكم دراستي في كلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر الشريف، يلقبني المقربون مني بالشيخ خالد، وهو لقب أكبر مني بكثير، لكنهم لا ينادونني به إلا ليسألوني في الدين، ومن أشيع الأسئلة التي أسمعها تلك التي تأتيني من أهل البلاء، فيسألونني لماذا ابتلانا الله إلى هذا الحد؟ وكيف لنا ان نصبر على ما نحن فيه؟! وفي البداية كنت اقول لهم بأن الله يحبهم ويريد أن يربيهم ويحثهم على الصلاح بألا يدع لهم مجالاً للمعصية، ولم يكن كلامي يقنعهم، ولم أكن أنا
وهم البناء على المفروض
الفرق الوحيد بين الحقيقة والخيال هو أنك تؤمن بوجود الحقيقة لذلك يعتبر الوهم إيمانا بحقيقة الخيال. ولأن الدماغ البشري لا يفرق بين الخيال والحقيقة ويخزن كليهما في الذاكرة، فإننا كبشر نخلط بين الاثنين في مواضع كثيرة من حياتنا، ومن أشهر مواضع الخلط بينهما هوالبناء على مبدأ المفروض، وما هو إلا وضع إفتراضي مثالي من وجهة نظر شخص أو مجموعة أشخاص يستخدمونه كمرجعية للحكم على الأنماط في حياتهم إن كانت صحيحة أم خاطئة، وهذا البناء على أمر تخيلي هو من أهم
فن تجاوز الرحلة
فلسفة تجاوز الرحلة هي مجموعة من المبادى التي إن طبقتها في أي مجال ستنمو وتتطور فيه بمرور الوقت، لأنها فلسفة تعتمد على إلهاء النفس عن طول الطريق بينما تمضي فيه قدما بلا توقف، ويكون هذا الإلهاء بمجموعة من الخدع النفسية البسيطة التي إن طبقت معاً وبشكل فني، فستؤدي إلى تجاوز مسافة كبيرة جدا دون ان تشعر بها. ولكي أساعدك على فهم فلسفتي في تجاوز الرحلة لابد أن احكي لك الحكاية منذ البداية: طفل بالكاد تعلمت المشي منذ عدة شهور، بينما