نتذكر جميعًا قصة جانفالجان من رواية "البؤساء"، ذلك الرجل الذي دفعه الجوع واليأس إلى سرقة رغيف خبز وحسب. لم يكن جان لصّا عاديا، بل إنسانًا قهرته الحياة، لكنه وجد نفسه مطاردًا من نظام صارم يمثله المفتش جافير. جافير لم يرَ سوى القانون، بلا مساحة للرحمة أو التفهم. بالنسبة له، الخطأ خطأ مهما كانت دوافعه.

هذا الصراع ليس مجرد حكاية بين شخصين، بل هو انعكاس لصراع أعمق نعيشه جميعًا في حياتنا اليومية. كم مرة رأينا أشخاصًا أجبرتهم ظروفهم القاسية على مخالفة القوانين مثل أمٍّ تسرق لإطعام أطفالها، أو أبٍ يخالف القواعد ليحمي أسرته. ومع ذلك، يعاقبون بالقسوة نفسها التي تُفرض على من يخرق القانون بدافع الطمع أو الجشع.

نحن نعيش هذا التناقض يوميًا، بين قوانين وضعت لحماية المجتمع، وبين مواقف إنسانية لا يمكن حصرها.

عندما يصطدم القانون بالأخلاق، كيف يمكن للعدالة أن توازن بين الصرامة والرحمة؟