كنت أجلس مع أصدقائي وتم فتح موضوع الزواج من قبل صديقي وإذا بأحدنا يقول: الأمل في الهجرة وليس الزواج في الوقت الحالي. أعاد هذا إلى ذهني ما قاله أحد أبطال رواية نجيب محفوظ الحب تحت المطر "أليس من الأفضل أن نهاجر بدلا من أن نتزوج؟ فالزواج هجرة داخلية" وكأن الأحداث التي يمر بها الشباب اليوم مشابهة إلى أحداث الماضي حد التطابق فالرواية التي تدور أحداثها في نهايات الستينيات عن مجموعة من الشباب الذين يسعون بكل قوتهم للعمل والبحث عن شريك للحياة، في ظل ظروف صعبة يمر بها المجتمع، بشكل ما تشبه حالة الشباب اليوم ولا صوت يعلو فوق صوت الهجرة حتى لو بطرق غير شرعية فضلا عن الزواج في ظروف صعبة، ولكن في حال أصدقائي فأحدهم لديه القدرة على الزواج أو الهجرة فلو كنت في مكانه أي الخيارين تعتقد أنه الأنسب ولماذا؟
رواية الحب تحت المطر: الهجرة أم الزواج؟
شكراً لمساهمتك يا حمدي، فهذا الموضوع من أهم الموضوعات التي تشغل بال معظم الشباب حالياً.
بالنسبة لي، لا أعتقد أنه توجد إجابة موحدة لهذا الموضوع. فالتوجيه النبوي الكريم -صلى الله عليه وسلم- يشير إلى أن الشخص ينبغي أن يتزوج بمجرد قدرته على تحمل نفقات الزواج. ولكن، عند النظر إلى واقعنا الحالي، نجد أن هناك عوامل متعددة قد تؤثر في اختيار القرار المناسب. منه على سبيل المثال لا الحصر
السن: إذا كان الشخص أكبر سناً، قد يكون الزواج أولوية بالنسبة له. أما إذا كان في أوائل العشرينات، فقد يتمتع بمرونة أكبر لتأجيل الزواج لبضع سنوات دون أن يؤثر ذلك على وضعه كمتقدم للزواج.
الفرص والخطط المستقبلية: إذا جاءت فرصة للسفر، مثل الحصول على منحة لدراسة الماجستير أو الدكتوراه، وكانت هذه الفرصة قادرة على تغيير حياته بشكل يستحق تأجيل الزواج لعدة سنوات، فأعتقد أن ذلك الخيار الأفضل.
السفر من أجل العمل: إذا كانت خطة السفر للعمل، فيجب التفكير في إمكانية اصطحاب الزوجة في السنوات الأولى. أما إذا لم يكن ذلك ممكناً، فقد يكون تأجيل الزواج هو الخيار الأنسب؛ فمن غير المنطقي الزواج ثم ترك الزوجة لفترات طويلة بمفردها.
وكثير من الأمور الاخرى التي لا بد من أخذها بعين الاعتبار أثناء اتخاذ القرار.
أما إذا لم يكن ذلك ممكناً، فقد يكون تأجيل الزواج هو الخيار الأنسب؛ فمن غير المنطقي الزواج ثم ترك الزوجة لفترات طويلة بمفردها
أشرت إلى نقطة هامة ودائما ما أستنكرها على من يفعلها، فهو يتزوج لمدة شهر ومن ثم يترك زوجته في بيت أهله أو أهلها ويسافر للعمل فهذا ليس زواجا صحيا من وجهة نظري ودائما أفكر في حل لهذا الأمر ولا أجد أفضل من طرحك وهو أن يأجل الزواج ويسافر للعمل وبعدها يتزوج بشكل حقيقي وليس لبضعة أيام كل عام.
الأنسب في حالة وجود ظروف صعبة هو الهجرة بلا شك، ولا أنصح بالزواج للأشخاص غير القادرين على شراء متطلبات الحياة الأساسية وتكوين أسرة لها احتياجات لا بد من تلبيتها، لذلك أؤيد السفر عند توافر فرصة جيدة للمساعدة على تخطي الأزمات والظروف العصيبة ثم الزواج، وهذا أيضًا حتى لا يتعرض أي من الطرفين أو الأبناء للظلم فيما بعد، إذ أنه من حق أي شخص أن يعيش حياة كريمة.
هذا التفكير المنطقي ولكن في الواقع نجد عكس ما تقوليه وخاصة في القرى ومن لديهم صعوبة في المعيشة، فيفضلون الزواج في ظل ظروف صعبة ينتج عنها العديد من المشاكل، سواء في التعامل مع شريكة الحياة أو مع الأبناء بسبب بعد الأب عنهم، فبرأيك كيف يمكن أن ننشر الوعي بخصوص هذا الأمر وتفضيل الاختيارات لعموم الناس بالنسبة لموضوع الزواج؟
فبرأيك كيف يمكن أن ننشر الوعي بخصوص هذا الأمر وتفضيل الاختيارات لعموم الناس بالنسبة لموضوع الزواج؟
بل على العكس ألاحظ أن الوضع قد تغير بشكل كبير في بعض القرى، على سبيل المثال أعرف قرية ريفية مصرية يعيش جزء كبير من سكانها حاليًا في إيطاليا لدرجة أنه إذا ذهبنا إلى هناك سنجد الشارع الذي يعيشون فيه وقد أصبحوا يطلقون عليه اسم القرية.
فبرأيك كيف يمكن أن ننشر الوعي بخصوص هذا الأمر وتفضيل الاختيارات لعموم الناس بالنسبة لموضوع الزواج؟
وسائل الإعلام هي الحل الأمثل لهذا الأمر، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا أصبحت قوة لا يمكن تجاهلها، وبالطبع سيكون من الجيد الاهتمام بطلاب المدارس الريفية وجعلهم يدركون أهمية أن يكون لهم قرار ومستقبل أفضل، بحيث يتعلمون أن واجبهم تجاه أنفسهم ومجتمعهم هو السعي إلى التطوير المستمر، ليكون كل شاب وفتاة على وعي بما يجب القيام به قبل اتخاذ قرار الزواج وتكوين أسرة لها احتياجات ومتطلبات.
عن نفسي لا أجد عذر أو مبرر للهجرة، ففي بلدي يرفض الشباب العمل في مطعم أو قهوة أو محل بحجة أن ذلك لا يناسب قدرتهم أو طموحهم، بينما يعمل هؤلاء بنفس الوظائف بالخارج، فلماذا نتخلى عن القدرة والطموح عندما نهاجر!، وبخصوص فكرة الزواج فلا أرى أنها تصلح لمن لا يقدر عليها وخصوصاً في ظل الغلاء الجنوني، وحتى لو امتلكنا القدرة على مواجهة الغلاء فسنعجز عن توفير المتطلبات الخاصة بالزواج نفسه بسبب استغلال الآباء للشباب، هذه القضية معقدة للغاية والتفكير بها مرهق، وهي سبب في ضياع عدد كبير من الشباب، وأتمنى أن ينظر لها أحد بعين الأهمية ويتحرك للتعامل معها.
بما أنني متزوج يا حمدي فأنا أفضل الهجرة،
لكن بشكل عام بما أنني شخص جرب الزواج وأيضا جرب الهجرة ولو بشكل مؤقت في أثناء دراستي بالولايات المتحدة يمكنني القول بصراحة شديدة أن الأولوية للزواج عن الهجرة.
ببساطة لأن في الهجرة تكمن الوحدة الشديدة بسبب البعد عن الأهل والأقارب والوطن وقد يكون في الزواج عزاء لك وسكن يغنيك عن كل هذا أو على الأقل يعوض جزء منه.
لا، ليس من الحكمة أن تنفق مالك كله على الزواج، نتزوج على قدر الاستطاعة ومهما كانت البهرجة مطلوبة فهي ليس لها قيمة بالمقارنة بوضع حجر الأساس لأسرة جديدة. فلا داعي للتغالي في الزواج لأن كل هذا يتغير بمرور الوقت، ولعل بين ليلة وضحاها يبدل الله من حال إلى حال.
الهجرة ليست قرار سهلا بالتأكيد، ولكن كما تقول الهجرة أفضل وخاصة لتحسين فرص المعيشة، وليس بحثا عن الرفاهية، لدي بعض الأصدقاء كانت تجربتهم مدروسة فهم سافروا وعملوا بعد ذلك تزوجوا وأخذوا شريكة حياتهم معهم، فهذا الحل الذي أراه الأنسب.
أنا لدى وجهة نظر فى هذا الأمر قد تختلف بشكل كبير، مجرد أن يكون الشباب رأس مال فى بلدهم يفكرون كيف يصرفونها؟!!!
وهذا هو سبب من أسباب الفقر لما لانستثمر هذه الاموال فى مشروع أ و تجارة ما حتى نتمكن من خلالها أن نوفر الأمرين معاً فإذا عمل بهذه التكلفة مشروع وصبر على السفر أو الزواج عامين قد يحقق كليهما فى وقت قصير فقط بأن يستثمر أمواله.
طالما انه وصل للاختيار بين اثنين، فالشاب بالتأكيد لا يستطيع تنفيذ الاثنين معًا، فالأواى بالنسبة له الهجرة إذا كان هذا بطريقة شرعية ولديه طريقة لتحقيق أمان مادي بالالتحاق بوظيفة أو عقد عمل مناسب، أما غير ذلك فلا أمل في الهجرة ولكن الاستثمار، ثم يأتي بعد ذلك خيار الزواج إن كان لديه فرصة للالتحاق بوظيفة مناسبة تضمن تلبية احتياجاته الأساسية.
محاولة إنشاء أسرة ناجحة و متوازنة في مجتمع فاشل فوضوي هي معادلة صعبة ستجر صاحبها إلى الهاوية أو ضياع سنوات حياته في الحسابات
العمل على ترقية المجتمع و القيام به حتى يكون مصدر أمان و تحفيز هو أجمل دافع للزواج حتى و لو دون إمتلاك الكثير من المال
إنهيار المجتمع و الأخلاق يخلق الخوف في الجميع و الخوف يخلق البحث عن الأمان في إكتساب الكثير من المال و البحث عن المال خلق لنا هذا المجتمع الفاشل الخالي من القيم و الأخلاق و الكل يصيح فيه نفسي نفسي فلم يزدنا إلا خوفا و فشلا و هكذا أغلقت علينا الدائرة وقد يكون اللجوء إلي الهجرة هو الحل
التعليقات