هذا الموضوع أشعر أنه يشبه فكرة أيهما أتي أولًا البيضة أم الدجاجة، أو ربما كسؤالنا ما الأكثر أهمية الأكسچين أم النباتات؟! فعندما يشرع الكاتب في كتابة رواية أو كتاب يأتيه الإلهام على هيئة فكرة وهذا هو ما يحركه ليبدأ في عملية الكتابة من الأساس، أي أنه يمكننا اعتبار الفكرة هي الدافع أو الوقود المحرك الذي يجعل الأديب يكتب، وربما الفكرة أيضًا هي ما تجعل القاريء يحب العمل الأدبي أو يكرهه، يقرأ صفحة في دقيقة ويتركه أو يقرأ عشر صفحات في دقائق ولا يرغب في ترك الكتاب أو الرواية حتى ينتهي منه ويعرف ماذا حدث بالنهاية أو ماذا يقول الكاتب.

لكن في نفس الوقت لكي يصيغ الكاتب الفكرة ويحولها إلى كتاب أو رواية ليستطيع القاريء قراءتها يحتاج إلى استخدام الكلمات والمفردات والتعبيرات البليغة ليرسم بكلماته القصة أو الفكرة، وربما القاريء يختار كتابًا لقراءته لكن يجد أسلوبه ركيكًا أو كلماته صعبة أو مفرداته غير مفهومة فلا يستطيع فهم عما يتحدث الكاتب ولا ما الفكرة، أو قد لا يستطيع ربط الأحداث ببعضها أو فهم مجريات الحديث والحدث فيترك الكتاب.

وبالرغم مما يبدو واضحًا أهمية الفكرة وأيضًا أهمية اللغة والمفردات والأسلوب والسرد فكلهم يكملون بعضهم البعض، لكن مثلًا هناك كتبًا شهيرة ركز الكاتب فيها على الفكرة وطرحها بلهجة عامية وبأسلوب سهل بسيط وكأن الكاتب يتحدث مع أحدهم أو يشرح لصديقه أمرًا ما، ومع ذلك نجحت بعض هذه الأعمال وحققت نجاحًا واسعًا.

لذلك ما الأهم حقًا في العمل الأدبي سواء كتاب أو رواية؛ الفكرة أم اللغة والأسلوب؟