Fatima Flaw

62 نقاط السمعة
2.54 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
2

هل نحاسب على النتيجة فقط؟

أحيانًا لا يؤلمنا الفشل بقدر ما تؤلمنا نظرات الناس بعده. نظرات تحمل حكمًا قاسيًا… كأننا لم نحاول، لم نتعب، لم نؤمن بما فعلنا. الفشل تجربة، لا تعني أننا ضعفاء… بل أننا تجرّأنا على المحاولة. لكن المجتمع لا يرى سوى "النتيجة". ❓ السؤال بصراحة: لماذا لا يَسأل الناس: "ماذا حدث؟" بل يكتفون بـ "لماذا فشلت؟" هل نعيش في بيئة لا تعترف بالنية، بل تُدين فقط النهاية؟
5

زوبعة الأفكار وتأنيب الضمير: حين يتحول التفكير إلى سجن

في لحظةٍ عابرة، قد تنسى أن تُبلّغ والدك السلام في مكالمة هاتفية مع والدتك، فتبدأ الأفكار تهاجمك: هل غضب؟ هل شعر أنني لا أهتم به؟ ورغم بساطة الموقف، ورغم أنه قد لا يعني شيئًا للطرف الآخر، تبقى محاصرًا بشعورٍ داخلي يؤنّبك دون توقف. هذا النوع من التفكير يعيشه كثيرون ممّن يمتلكون قلوبًا حسّاسة وضميرًا يقظًا. ورغم ما في ذلك من صدق وحرص على الآخرين، إلا أنه قد يتحول مع الوقت إلى عبء نفسي يُرهق صاحبه بصمت. دوامة الأسئلة واللوم الذاتي
2

زوبعة: حين انطفأت المصابيح… وسكن الصمت

كان مساءً عادياً، كل شيء مألوف: ضوء المصابيح يغمر الغرفة، همس التلفاز يتسلل من بعيد، ورائحة الفواكه تنبعث من المطبخ بهدوء. كنتُ أرتب الصحون، وهو جالس على الأريكة يتصفّح هاتفه بنصف اهتمام. وفجأة… انطفأ كل شيء. غاب الضوء، سكن الصوت، وتقدّم الظلام ليأخذ مكانه، وكأنّه ضيف جاء دون موعد. بحثتُ عن شمعة قديمة، أضاءت المكان بخفّة.. لكنّها، دون أن تدري، أضاءت نوعًا مختلفًا من الهدوء. جلسنا معًا، في حضرة الظلام، وفي حضني رواية كنتُ قد بدأتُ قراءتها قبل أيام: ألف
4

زوبعة: فضول الناس.. بين المحبة والاختناق

كنتُ ذاهبة إلى الدكانة، وفجأة التقيت بجارتي التي أحب، لكنها صاحبة الفضول الذي لا ينتهي، حيث تبدأ الأسئلة تنهال كالرصاص: "فين كنتِ؟ مع من؟ وش ديري في حياتك؟" أسئلة تبدو بريئة، لكنها في الحقيقة تفتح نافذة على خصوصياتي، وكأنها تقول لي: "أنا هنا، ولا شيء يخفى عليّ." في البداية، كنت أبتسم وأجيب بلطف، لكن مع مرور الوقت، أصبح هذا الفضول عبئًا ثقيلًا، يخنقني كأنني عصفور محاصر في قفص لا يُرى، وأجد نفسي أتجنبها كلما رأيتها، رغم أن قلبي يحبها ويريد
10

هل يسبق الذكاءُ الاصطناعي روح الإنسان؟

منذ خمسة عشر يومًا، جمعتني جلسة مع أحد أفراد العائلة، خضنا فيها حديثًا طويلًا تفرّع إلى شتى المواضيع. وبينما كنت أشاركه شيئًا من عالمي الخاص، حدّثته عن شغفي بالكتابة، وعن ولعي بتلخيص الروايات وتحليل النصوص الأدبية. أريته دفاتري، بعضًا من أوراقي التي تحملني بين سطورها، وتحدّثت إليه بعين المحبّ، لا الباحث عن إثبات. تصفّح صفحات مذكّرتي بصمت، ثم قال فجأة، وهو ينظر في إحداها: "لا يمكن أن تكوني أنت من كتب هذا... هذا يشبه ما يكتبه ChatGPT." توقّف الزمن في
3

حين يُقصي الإنسانُ مشاعره، يضيع ما تبقّى منه

الصمتُ لا يعني النجاة، بل أحيانًا بداية الغرق. لم يُخلَق الإنسان ليحيا في وجعٍ دائم، لكنّه حين يختار كتم مشاعره، ويتصالح مع الانطفاء، يبدأ بإقصاء ذاته عن الحياة شيئًا فشيئًا. الوجع في كثير من الأحيان ليس قَدَرًا، بل صدى لِما نُخفي، ونتجاهل، ونُراكم في داخلنا، حتى تختنق أرواحنا بالصمت. نُجيد الابتسامةَ وسط الانهيار، ونُتقن الضحكَ ونحن ننهار من الداخل، لا لأنّنا لا نتألم، بل لأنّنا تربّينا على التجلُّد لا التعبير، وعلى التحمل لا النجاة. أيُّ قوةٍ تُرجى، إن كانت تُطفئ
2

التجاهل... حين يصدر عمّن نحب، يغدو وجعًا بصوتٍ خافت لا يهدأ

ليس مؤلمًا أن يجهلك الغريب، بل أن يتجاهلك من يعرف تفاصيلك، من حفظ صوتك في الفرح، وعرف ملامحك حين ينكسر الضوء في عينيك. أنا لا أخاف التجاهل من الجميع… بل من أولئك الذين يسكنون جهات القلب الأربع: من أسمّيهم إخوتي، من اخترت أن يكونوا أصدقائي، ومن أقسم قلبي أن يكون لهم وطنًا… زوجًا، رفيقًا، سندًا. أولئك الذين جعلتُهم من طينتي، وسقيتُ وجودهم من ماء روحي، فإذا بهم يتعاملون مع حضوري كأنه لا يُثير فيهم شيئًا. التجاهل منهم موجع، كأنك تصرخ
6

حين يصبح الطموح عطشًا لا يرتوي

جيلٌ يستعجل الحصاد قبل أن يزرع… ويريد الثراء بلا عرق، والنجاح دون حكاية تُروى. كبرنا على أن "من جدّ وجد"، لكنهم كبروا على أن "من ظهر على الشاشة… امتلك كل شيء". يريدون المال سريعًا، والرفاهية الآن، بأي وسيلة… لا بأس إن كانت فارغة من القيمة، ما دامت براقة. لكن، من قال إن النجاح يُقاس بما يُعرض؟ ومن قال إن الثراء بلا جهد يُورث كرامة أو يُورث حتى شيئًا؟ هل تغيّر الزمن، أم تبدّلت القيم؟ أم أن العجلة صارت دين هذا
5

بين القهر والكرامة: التنمر مرض المجتمع الصامت

التنمر ليس انفعالًا عابرًا، بل خلل في ميزان العلاقات بين البشر. حين يُهان الإنسان في مدرسته، عمله، أو حتى في بيته، لا لشيء إلا لأنه مختلف أو ضعيف، فنحن أمام عطبٍ أخلاقي يتغلغل في تفاصيل الحياة اليومية. هو قهرٌ مقنّع، يتوارى خلف المزاح أحيانًا، وخلف صمت الأغلبية أحيانًا أخرى. ينمو حين يصمت الناس، ويقوى حين تُشرّع له العيون المغلقة. التنمر لا يحتاج إلى سلطة سياسية ليمارس سلطته، يكفيه مجتمعٌ فقد حسّه بالرحمة. وحين تُصبح القسوة عادة، يفقد المجتمع إنسانيته تدريجيًا.
4

الخوف من كلام الناس: سجن بلا صوت 🥺

كم من حلمٍ قُتل في صمت، وكم من حريةٍ خُنقت تحت وطأة كلمة أو نظرة؟ لماذا نمنح الآخرين سلطة على أرواحنا؟ وهل يستحق صمتنا أن يُكلّفنا حياتنا؟ الخوف من كلام الناس هو سجن بلا جدران، يلبسنا أقنعة لا نرتاح لها، ويغيبنا عن ذاتنا الحقيقية. كيف نكسر هذه القيود؟ هل نبدأ بالتصالح مع أنفسنا ورفض الخوف من الأحكام؟ وما دور من حولنا في تمكيننا لنكون أحرارًا بحق؟ لنحيا لأنفسنا، لا لأنين الآخرين. لا تدعوا خوف كلام الناس يُسلبكم حقّكم في الحياة
5

التفكير القبلي وسلطة الأقارب على الفتاة

في بعض العائلات، يُمنح العم أو الخال دور الوصيّ على الفتاة، ليس بحكم القانون، بل بتقاليد موروثة تُبرَّر بالغيرة والخوف عليها. فتُقيَّد حريتها، وتُمنَع من التعليم أو العمل، وتُحبَس داخل جدران "الحماية"، التي تُخفي في طيّاتها وصاية وظلمًا، هذا التفكير القبلي يُخمد الطموح، ويقتل الاستقلال، ويجعل من الحبّ سلاحًا يُستخدم للسيطرة. فهل الغيرة مبرّر للوصاية؟ وهل يمكن للفتاة أن تختار طريقها دون أن تتصادم مع تقاليد عائلتها؟ وهل من الممكن تحقيق التوازن بين الاحترام والحرية؟ لنتأمل... ونعيد التفكير.