مروة عز

صعلوك.

44 نقاط السمعة
1.42 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
2

صديقي الظل.

كنت أظن أن هناك خطب ما بعيني، اقتربت من ظلي الذي يتحرك بتوتر وعشوائية على الحائط، ثم مددت يدي بحذر إليه فأطبق فجأة عليها بيده، وسمعت همهمة منه كأنما يُريد قول شيء، لكنه تحرك حيث المقعد وجلس، كنت أراقب ما يحدث في ذعر وذهول حتى تنحنح قائلا: لا تفزعي، أنا أتحرك دائما بحرية لكني لم أشأ أن أخيفك. بقيت أنظر مشدوهة فتابع: لكني أرغب في الحديث معك الآن. لقد رأيتك تنزوين على نفسك مؤخرًا، وتتحدّثين إلى الفراغ كل يوم، أشاهد
3

سوق الجمعة.

أنت في مكانك العاجي لن تعرف أبدًا عن الآخرين الساقطين من بهرجة الدنيا. يُقال له "سوق الجمعة"؛ في حارتي كنت أظن أن الناس بائسين، ويُعانون نكد العيش، لكن ما رأيته في سوق الجمعة أبان لي أن الحارة "كمبوند" راق لا يعرف شيئا عما دونه؛ دخلت السوق. لم أنظر إلى الناس بل نظرت إلى البضاعة التي حكت أكثر من الوجوه الشاحبة. تساءلت في عجب "من يشتري خاتم صدئ وقعت فصوصه؟" ثم سألت في حزن بالغ "ماذا يرتدي البائع إن كانت هذه أحسن
6

عالم الرواية

عندما أقرأ رواية، أعتقد أن كاتبها يمسك زمام أحداثها وشخوصها بحزم وقوة في يديه، سيما لو كانت حبكتها قوية وتسير في سلاسة، لكن حين دخلت عالم صناعة الرواية أشعر أن الأفكار تطير برأسي! وإذا حاولت سرد حياة أحد الشخصيات أجدها تتمرّد عليّ، وتبني حياتها كما تستهوي هي لا كما أريد أنا. لم أعرف ما هي كواليس الكتابة الروائية أبدًا، لكني لا أتخيّل أن هذه معاناة مشتركة بين معشر الروائيين، ولو كانت.. فكيف يستطيعون إحكام القيد على أفكارهم الشاردة؟ كيف يُسيّرون
4

الباب المغلق.

كنتُ أقف أمام باب الحلم الذي أريده، دون أن أفعل شيئًا؛ لا أطرقه ولا أحاول فتحه. حتى أدركت أخيرًا أن الأبواب لا تُفتح من تلقاء نفسها؛ عليك أن تتحرك إليها، تخربش عليها، وتستفز ما خلفها بحركتك ليخرج إليك فتناله. بل أدركت أن اللذة تكمن في محاولاتك لفتحه أكثر من نيلك ما وراءه. وهذا شأن كل الأبواب التي تقف عندها؛ لا تكشف عمّا تُخفيه بالسكون، بل بالحركة. لذلك، لا تقف فارغًا من المحاولة، بل غامر، حتى وإن خرج إليك غول يبتلعك.
6

الكتابة والمشاهير.

من الغبن الذي يتعرض له كثير من الكُتّاب الجيدين ألا يكون لديهم القدر الكافي من الشهرة، أصبح يعتمد رواج العمل الجيّد على مدى انتشار صاحبه على مواقع التواصل، مما يُضيّع كثير من الأعمال القوية في زحام "التريندات"، بل المؤلم أن بعض دور النشر صارت تعتمد في رواجها، وسير عجلة سوقها على النشر لأسماء مشهورة رغم رداءة محتوى ما يقدمونه، بل وعلى ما هم فيه من انعدام تام لموهبة حقيقية! بسبب هذه الظاهرة، كثير من الشباب يقف على عتبة الحلم، يقتل