يعرض إسلام جمال​ مثالا مثيرا للاهتمام، عندما نتعرض لمهمة طارئة تضطرّنا​ للتعامل معها في زمن قياسي، نجد أنفسنا نقوم ببقية المهام بنفس السرعة والعجلة دون أن نشعر، كأن عقولنا قد بُرمجت على حالة الطوارئ تلك، وما إن نستفيق لنتدارك الوضع يكون دوام اليوم قد انتهى، أو نجد أنفسنا قد تسرّعنا في بعض الأمور بالفعل! مثلا عندما نقود سيارتنا بسرعة متجاوزين كل سيارات الطريق لأننا تأخرنا عن موعد عمل، عن امتحان مصيري أو لإيصال حالة طارئة للمستشفى، نجد أننا في طريق العودة نسوق بنفس العجلة تقريبا بلا داعٍ بدون إدراك منا، وهكذا حتى صار التّسرع جزءا من حياتنا، في القيادة، في الكلام، في الأكل،في اتخاذ القرار، في الغضب..في الصلاة! وكأننا نُسابق الوقت وأن الحياة كلها حالة طوارئ أو كأن أحدا يلاحقنا رغم أن المهام المستعجلة حقا ربما لا تأتي إلا نادرا ولا تُشكّل إلا جانيا محدودا لفترة مؤقتة، وأن الحياة في الحقيقة تحتاج الى مزيد من الهدوء والتّريث لتخفيف الضغط غير المبرّر على أنفسنا من جهة، وعيش اللحظة بتفاصيلها وتقليل الندم على الأخطاء الناتجة عن التّسرع من جهة أخرى.

فكيف ننقذ عقولنا من تأثير المهام المستعجلة على بقية جوانب حياتنا؟ ​