كتاب “أمة الدوبامين” كان صادمًا. فكرة أن الإدمان ليس محصورًا على المخدرات أو الكحول، بل حاضر في كل شيء حولنا - خصوصًا أجهزتنا - جعلتني أعيد التفكير. كل إشعار، كل تحديث على وسائل التواصل الاجتماعي، كل مرة أمسك فيها هاتفي بدون سبب… كلها لحظات أبحث فيها عن “دفعة دوبامين”.

بعد قراءة الكتاب، قررت تجربة شيء مختلف: “صيام الدوبامين”. أسبوع كامل بدون هاتفي، بعيدًا عن السوشيال ميديا وأي لذة سريعة. كانت الأيام الأولى غريبة. شعرت بالملل، وكأن هناك فراغًا لا أعرف كيف أملؤه. لكن بعد يومين أو ثلاثة، بدأت ألاحظ شيئًا:

-عقلي صار أكثر هدوءًا، وأكثر تركيزًا.

-بدأت أستمتع بتفاصيل صغيرة كنت أتجاهلها دائمًا، مثل صوت الهدوء أو فكرة عابرة.

-في أيام قليلة أنهيت كتاب، كان من الممكن أن يستغرقني أسابيع. 

الكتاب يتحدث عن “اللذة مقابل الألم”، وكيف أننا عندما نفرط في البحث عن اللذة السريعة، ندفع الثمن لاحقًا في شكل قلق، تشتت، أو حتى اكتئاب. الصيام جعلني أدرك كيف أن الدوبامين يتحكم في تفاصيل حياتي اليومية دون أن أشعر.

ليس الأمر عن قطع كل مصادر الدوبامين، بل عن إعادة توازن. أن تراقب نفسك قبل الانغماس في شيء جديد وتسأل: هل أحتاج هذا؟ أم أنني أبحث عن لذة عابرة؟

هل فكرتم يومًا كم نحن مبرمجون للبحث عن التحفيز السريع؟