لعلّنا إذا تأملنا التاريخ، سنجد أن ما اعتُبر يومًا خرقًا للأخلاق أصبح فيما بعد أمرًا مألوفًا، بل وتبنّته المجتمعات. خذ مثالًا: في السينما سابقا اعتُبر مجرد ظهور ممثلة بملابس غير مألوفة آنذاك انحلالًا صادمًا. أما اليوم أصبحت الفنون بكل أشكالها ساحة لحرية لا تعرف حدودًا واضحة، أيضاً نرى في وسائل التواصل الاجتماعي شبابًا يمارسون سلوكيات تُنشر للعالم دون خجل أو رقابة! لعل أسباب هذا الانحدار تشترك في كونها فردية ومجتمعية في نفس الوقت، ففي رواية "اللص والكلاب" لنجيب محفوظ، يعكس سعيد مهران سقوطه الأخلاقي نتيجة الظلم والغدر، لكن المجتمع بدوره لم يمنحه فرصة للإصلاح. هذا يشبه واقعنا اليوم، حيث أن أسبابا كتفكك الأسرة، ضعف التربية، وتأثير الإعلام السلبي، القدوة الخاطئة، تضاف الى الأسباب الفردية من ضعف المرء أمام غرائزه، غياب المقدسات والخطوط الحمراء لديه، مبادؤه المميعة، ضبابية أفكاره حول الخطأ والصواب، وأخيرا والأهم ضعف وازعه الديني.
سواء كان سقوطهم في مستنقع الانحلال الأخلاقي بسبب شخصِهم أو مجتمعهم أو كليهما، واجبنا كأفراد أن نخرجهم من هذا المستنقع لأن الصمت سيجعل كل جيل يلوم الذي يليه وكأننا عالقون في حلقة مفرغة من إعادة التعريف لما هو مقبول وما هو مرفوض.
فماذا نستطيع أن نفعل كي نحد من هذه الظاهرة قدر الامكان؟
التعليقات