في عالمٍ متسارعٍ أغرقنا في فوضى الضوضاء الرقمية، تغيرت مفاهيم الوقت! فما أصبحت الدقيقة دقيقة ولا الساعة ساعة.

عندما نقرأ كتاب"قيمة الزمن عند العلماء" فإننا نجد انفسنا في عالم آخر، عالم تساوي فيه الدقيقة دهرا بتوقيتنا! العجيب أننا نعيش في عصر التكنولوجيا الذي سرّع الإنجاز واختصر الوقت، ولكن، هذا الأثر بات عكسيا فصرنا نمضي العمر ولا ننجز ربع ما أنجزه أجدادنا في فترة محدودة من حياتهم! فمثلا يروي الكتاب كيف أن ابن الجوزي رحمه الله كان يُنهي يومه وهو قد كتب أربعة كراريس من العلم تخيل! مما يعكس التزامه العميق باستثمار كل دقيقة في التعلم والكتابة، وماهذا إلا على سبيل التمثيل لا الحصر، بينما عندما ننظر للوقت الحالي، نجد أنفسنا نغرق في بحر من الملهيات من وسائل التواصل الاجتماعي إلى أخبار الساعة، الأمر الذي قد يُشعرنا بأن الوقت يمر سريعًا دون تحقيق أي تقدم حقيقي.

أنا أؤمن أن ال24ساعة في اليوم بقيت24ساعة كما هي، وإنما قيمتها هي التي تغيرت، ولأننا ما قدّرناها نُزِعت منها البركة أو قلّت، فكيف نُعيد قيمة الزمن في عصر متسارع مُهمِل؟