الريح التراب البشر
تتحدث رواية زمن الخيول البيضاء عن قصة الفلسطيني والأرض الفلسطينية في عدة مراحل تاريخية بداية من زمن الاستعمار التركي العثماني مرورا بالاحتلال الانجليزي وحتى الاحتلال اليهودي الصهيوني للأرض، حيث تتناول القصة من منظور أهل قرية خيالية ،الهادية هي قرية تقع ما بين غزة والقدس يعمل أهللها بأعمال الزراعة والفلاحة وتمتاز بتنوع ديموغارفي منتشر في الكثير من القرى الفلسطينية، وفي أهلها العديد من العادات المعروفة عن أهل فلسطين وكذلك التقاليد المعروفة آن ذاك ، من أفراح شعبية وأغاني وحتى التقاليد في المأكل والمشرب والملبس، تبدأ معاناة أهل القرية في مناوشاتهم مع جنود الدولة العثمانية وعن تعرضهم للمضايقات والاستبداد من قبل الحاكم التركي ، وعن أسلوب الأتراك بالحكم وعن أسلوب الفلسطيني بالمعارضة وكيف تأثر الحكومات الطاغية على حياة الناس الاجتماعية، ومن ثم تنقتقل الرواية لجزئها الأكبر وهي زمن معاصرتها الاحتلال الانجليزي والتي تجعلك تتمنى رجوع زمن الأتراك ، فقدت وصلت وحشية الانجليزي واستبداده وعبثيته في حكم الفلسطيني أضعاف ما اقترفه التركي ، فعنجهية الانجليز فاقت كل الحدودة ، فكان لا بد حينها من تطور أساليب المقاومة وقوتها وجديتها ، فنشأت المجموعات المسلحة أثناء الثورات المختلفة، ما قد جعل من الشخصيات أن تزداد تبلوراً بعد أن أخذت كل شخصية مساراً واضحاً لها ، فتبدأ تعقيدات كل شخصية بالظهور ، إلى أن تنتهي الأحداث في أعوام النكبة وتنتهي سيرة الأشخاص وسيرة المكان كما أنتهت العديد من السير والقصص للعديد من القرى والعديد من البشر على هذه الأرض
الرواية تعبتر ملحمة إنسانية تروي تاريخه الشعبي والسياسي وتحكي حكاياته وقصصه في حياته الاجتماعية في هذه المنطقة الجغرافية المحددة،
قد يعياب على الرواية الطول ولكن...
لعل من أهم الممزيات لهذه الرواية هي سلاستها وقربها من القرائ ورواية أدق التفاصيل للحياة الاجتماعية ومحاول تبسيط الصورة للوضع السياسي للبلاد بدون تقيد، وكذلك اللغة البسيطة والتي لا تعد أنها ركيكة!! بل عميقة رغم بساطتها في الكثير من الأحيان،
القصة مليئة بالرمزيات الجميلة والغير متكلفة وكذلك الكثير من الحوارات الجميلة التي لن تعرف مدة جمالها إلا لو توقفت لحظة !
تقييمي للرواية هة 4\5
وأتمنى أن أراها في يوم ما على شكل مسلسل تلفزيوني ، ويا حبذا لو بصور أنمي 😁
من المثير أنه هذه الرواية قد غيرت نظرتي عن الكاتب بعد قرائتي ل( الطفل الممحاة ) والتي لم تعجبني أبداً حينمتا قرأتها.
التعليقات