"إن الحياة ثلاث مراحل: اعتقادك أنك سوف تغير الدنيا، إيمانك بأنك لن تغير الدنيا، وتأكدُك من أن الدنيا قد غيرتك".!!
فور قرائتي لذلك التقسيم الذي أورده سارتر بكتابه"الوجودية منزع إنساني"، تذكرت تلقائيا حالتي ببداية دراستي الجامعية، وكمّ الأحلام والأهداف شبه المستحيلة التي وضعتها لنفسي، وهو ما أدركته تدريجيا بمرور الوقت، إلى أن تخرجت من الجامعة وقررت أن أكون أكثر واقعية عند وضع أهدافي.. وبعد فترة ليست بالطويلة، أدركت أخيرا أنني مجرد تِرسٌ صغير بآلة ضخمة، وكل ما علي هو الإلتزام بدوري المحدد لإستمرار عمل تلك الآلة ليس إلا..!!
وصراحة لا أدري إن كان تفكيري سيختلف مستقبلا، فلربما أكتشف مراحل جديدة بحياتي، تجعلني أغير نظرتي للحياة... أعلم أن الأمر قد يبدو تشاؤميا لبعضكم، لكن صدقوني سيصبح أكثر واقعية عند مروركم بتلك المراحل..
فمن منا لم يدرك مثلا، ذلك التحول الذي يحدث بحياته العملية، بداية من التحاقه بوظيفة كان يخطط للإبداع وإثبات نفسه من خلالها، مرورا بصدمته من نظام العمل الروتيني التراتبي، وصولا لإدراكه بوجوب تبني رؤية رؤسائه بالعمل، وتسخير طاقاته لتنفيذ أهدافهم دون غيرها!
وعند تأمل الأمر سنجد أنه ينطبق على كل جوانب حياتنا تقريبا، الأكاديمية، والإجتماعية، والعملية، وحتى العاطفية!
فهل مررتم أيضا بتلك المراحل أم أنكم لم تحلموا يوما بتغيير الدنيا من حولكم؟!..وبأي مرحلة أنتم الآن، وبرأيكم هل من مراحل أخرى يمكن إضافتها لذلك التقسيم؟
التعليقات