هكذا لخص الفيلسوف الألماني هربرت ماركوز وضع الأفراد في المجتمعات الرأسمالية الحديثة

بكتابه النقدي "الإنسان ذو البعد الواحد"..

وأكثر ما لفتني بهذا الكتاب، هو فكرة صناعة المجتمع الرأسمالي لمجموعة من الحاجات المادية والفكرية الزائفة لأفراده؛ لجعلهم نسخا مكررة لنمط واحد، بحيث تكون معظم الحاجات السائدة للاسترخاء، والاستمتاع، والاستهلاك وفقا للسائد، وحب وكراهية ما يحبه ويكرهه الآخرون!

ومن ثم يصبح الهدف الرئيسي للإنسان بتلك المجتمعات، هو الخضوع للتنميط الإجتماعي؛ والنضال من أجل إشباع تلك الحاجات الزائفة..

ولتوضيح الأمر أكثر، فليتأمل كل منا مسار حياته .. (تعلم، تخرج، عمل، زواج، إنجاب، سعي للترقي الوظيفي، محاولة إدخال الأبناء لنفس المسار، تقاعد،..).

نعم هذا هو ملخص حياة معظمنا، والتي نسعى خلال القسم الأكبر منها لإشباع حاجات محيطنا الإجتماعي، التي أصبحت لا إراديا حاجاتنا الشخصية، دون وعي منا بآليات المجتمع لطمس قدراتنا المختلفة، وفروقاتنا الشخصية!..

فعن نفسي اضطررت مثلا للتخلي عن شغفي الرياضي للحاق بالمسار الأكاديمي المتوقع مني أن أسلكه، وهو ما أراه الآن مجرد حاجة إجتماعية زائفة لم يكن علي الإنسياق لها دون تفكير..

والآن كيف لا نكون هذا الإنسان ذو البعد الواحد بحيث لا نفقد الجانب المميز بشخصيتنا؟