" لا أحب الكتب لأنني زاهد في الحياة .. ولكنني أحب الكتب لأن حياة واحدة لا تكفيني .. والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة.. لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق، وإن كانت لا تطيلها بمقادير الحساب"..

هكذا عبَّر عباس العقَّاد عن مكانة القراءة لديه، وذلك بسيرته الرائعة المعنونة ب "أنا".. نعم، هذا ما كان عليه الوضع حينما كانت الكتب الطريقة الوحيدة للتثقف وتوسيع المعارف، ولذلك كان أغلب المثقفين آنذاك يسعون لإقتناء الكتب وقرائتها وتحقيق أقصى إستفادة ممكنة من كل كتاب يصادفهم..

هنا تخيلت للحظة حالة العقاد وغيره من المثقفين، إذا ما جائوا إلى وقتنا الحالي، وعاصروا وسائل التواصل الإجتماعي، و الويكيبديا، وأبحاث جوجل المتاحة دائما، لدرجة أوشكت على تعطيل ذاكرتنا! أو لنتخيل مثلا أننا من عدنا لزمن العقاد، ولم تبقى لدينا أي وسائل للتعلم والإطلاع سوى الكتب، وليس هناك مواقع أو مقاطع ڤيديو أو بودكاست تقدم ملخصات لتلك الكتب، فكيف سنتعامل حينها، أترانا نستطيع التكيف مع ذلك الوضع؟!.. وبعد فراغي من تلك التخيلات، حمدت الله على ما نعاصره من وفرة للمعلومات والمعارف، مع سهولة وتعدد طرق الوصول إليها، فأصبح بإمكاننا فعلا إكتساب مئات الحيوات، حسب تعبير العقاد..

ورغم ذلك أحيانا ما تأتي تلك الوفرة والسهولة، بنتائج عكسية على البعض.. فتراهم لا يسعون لإكتساب معارف جديدة، ويستمرون في تأجيل الإطلاع عليها كونها متاحة بأي وقت!

فماذا عنكم، هل تزيد القراءة والإطلاع حياتكم عمقا؟.. وهل يمكننا مثلا الإعتماد على الكتب والمجلات لفترة كمصدر للقراءة والتسلية، والتخلي عما سواها من وسائل ترفيهية؟!