"عندما يكون الاختيار واسعا، يجعلنا ذلك نخاف من اتخاذ القرار غير الصائب؛ فعندما يتعلق الأمر بمئات الأشياء، عادة ما نكبح قرارنا من أجل انتظار الخيار المثالي.. أما إذا كان الاختيار بين شيئين فلن يدوم الإختيار طويلا"!

كانت هذه كلمات عالم النفس باري شوارتز بإحدى المنتديات، حيث أبرز التأثير السلبي لكثرة الخيارات على عملية إتخاذ القرارات.. ويُعد الأمريكي ألڤين توفلر هو أول من صاغ مصطلح "فرط الإختيارات" بكتابه "صدمة المستقبل" باعتباره عملية إدراكية يعاني فيها الأفراد من صعوبة تكوين رأي أو اتخاذ قرار عندما يكون أمامهم أكثر من خيار مناسب. فتتحول وفرة الاختيارات التي يُفترض بها أن تكون إيجابية إلى نقمة تجعل المرء مرتبكا وعاجزا عن اتخاذ أي قرار من أي نوع!..

وهنا تذكرت حالتي كلما ذهبت للتسوق، خاصة تسوق الملابس والأغراض الشخصية، فكثيرا ما أعاني من تلك الحالة عندما أجد أشياء كثيرة جدا مناسبة لي ولذوقي؛ فتصيبني الحيرة لدرجة قد أنصرف معها دون شراء شيء على الإطلاق!!

ولذلك يلجأ خبراء التسويق أحيانا إلى تنظيم عملية عرض المنتجات المتاحة لعملائهم، لكي لا يقعوا بمعضلة فرط الاختيارات..

قد يبدو الأمر بسيطا إذا ما اقتصر على الجانب الإستهلاكي فقط، لكن المشكلة الأكبر تأتي عند محاولة اتخاذنا لبعض القرارات الهامة، كاختيار تخصص دراسي، أو وظيفة، أو حتى شريك حياة...

فماذا عنكم، كيف تتخذون القرار في حالة تعدد الخيارات المناسبة؟.. وهل تؤيدون فكرة تحكم طرف ثانٍ بعدد ونوعية الخيارات المعروضة عليكم، أم تفضلون مواجهة جميع الاحتمالات بأنفسكم دون وصاية أو مساعدة؟!