ما أصعب أن تناقش شخصا متشبثا بأفكاره حد الجمود؛ فتصبح كمن ينفخ في قربة مثقوبة، خاصة إن دار ذلك النقاش حول أفكاره نفسها!

وهذا التشبث الغير منطقي بالأفكار والمعتقدات، يعرف بالجمود أو التصلب الفكري. حيث يجد الفرد نفسه مضطرا للدفاع عن منظومة من الأفكار والمعتقدات، ضد أي محاولة لنقدها أو التحقق من صحتها.. حتى أنه قد يعي بمرحلة ما خطأ بعض من هذه المعتقدات، أو عدم منطقيتها، لكنه لا يجرؤ على تحطيمها أو التخلي عنها رغم ذلك!

وترجع بعض الدراسات هذه الحالة، إلى عدم قدرة الشخص على تحليل الأفكار، ونقدها عبر تفكير منطقي سليم، وبالتالي عدم تقبل أي تغيير أو تطوير لأفكاره ومعتقداته الراسخة بعقله!

ولو نظرنا حولنا، فسنجد نماذج كثيرة لأشخاص وجماعات تعاني من التصلب الفكري، حتى أن بعضهم يتخذه كمنهج فكري لا غنى عنه، للحفاظ على وجوده واستمراريته!

فمثلا، عندما يحاول موظف ما، إقناع مديره أو حتى زميله بوجهة نظره، التي ستساعد في حل مشكلات الشركة، وتحسن من أوضاعها، لكنه يواجه بالرفض حتى قبل أن يعرض فكرته!.. فذلك المدير أو الزميل يعانون قدرا من التصلب الفكري، الذي جعلهم يميلون للمصادرة على أفكار الآخرين دون تأملها أو التحقق من صحتها!!

برأيكم، ما الأسلوب المناسب للنقاش، مع هؤلاء الأشخاص المصابون بالتصلب الفكري؟!