الأمثال الشعبية وتجارب الآخرين بالماضي، هل تصلح لقضايا اليوم؟!

هل يصح التعامل مع الحكم والأمثال على أنها دائمة الصلاحية؟.. وكيف تتعاملون مع من يبررون كل فعل أو قرار لهم بمثل شعبي؟.. وما أغرب أو أسوأ الأمثال التي صادفتكم؟

توجد أمثال شعبية أمتعض عند سماع البعض يرددها في غير مواقفها ليس ذلك فقط يوجد من يستدل بآيات وأدلة في غير محلها، هذا أمر خطأ. إستنادا إلى ما عايشته فالجيل الحالي بدأ يستنكر بعض الأمثال المرتبطة بالخرافات والخزعبلات بينما بعض كبار السن لا يزالون متشبثين بها.

مع ذلك لا أنفي وجود أمثال صالحة في كل مكان وزمان لكن لا يمكن التأكيد بأنها صحيحة على جميع الناس وعلى جميع الحوادث.

. هل يصح التعامل مع الحكم والأمثال على أنها دائمة الصلاحية؟.. وكيف تتعاملون مع من يبررون كل فعل أو قرار لهم بمثل شعبي؟.. وما أغرب أو أسوأ الأمثال التي صادفتكم؟ 

فقد تكون بعض الأمثال والحكم قديمة جداً ولم تعد تنطبق على العصر الحالي، وقد تكون غير صالحة في بعض الحالات.في حين البعض منها، قد تظل بعض الأمثال والحكم صالحة فيما يتعلق بالظروف الحالية.

وفيما يتعلق بالأشخاص الذين يبررون كل فعل أو قرار لهم بمثل شعبي، فمن الممكن أن يكون هذا خطأً في بعض الأحيان. فقد يستخدمون المثل لتبرير سلوك غير مقبول، مثل قولهم "الغايب عذره معه" لتبرير عدم الحضور في مكان عمل معين. لذلك، يجب الانتباه إلى أن الأمثال لا تعتبر دليلاً قاطعًا على صحة الفعل أو القرار. ويجب تقييم الفعل أو القرار بشكل منفصل واستنادًا إلى الظروف الفردية والمعينة.

لكن بعض الأمثال بالنسبة لي مفيدة وجيدة مثلا هي تلك التي تعطينا نصائح وحكمًا عمليًا للحياة، وتساعدنا على فهم الأمور بشكل أفضل.

وكيف تتعاملون مع من يبررون كل فعل أو قرار لهم بمثل شعبي؟

هذا سؤال مهم التعامل مع هذه الفئة إما أن يكون بالنصح أو بتركهم في حال سبيلهم، لن يغير مزاجي شخص يصر على وجوب الإقتناع بحصة مثل شعبي ما، وفي نفس الوقت هي مرتبطة بوضعية الشخص والشيء الذي وقع له، فتجد شخصا حدثت له تجارب كثيرة تجسد تلك المقولة الشعبية فتجد أن إقناعه صعب للغاية، هنا يجب الإلتفاف حوله وإقناعه بأن ليست كل الأمثال صحيحة في جميع الأوقات.

أنا كذلك أستفيد كثيرا من الأمثال الشعبية التي تحاكي واقعنا المعاش، ترثب على أكتافنا نوعا من الحنية إلى الزمن الجميل.

أختلف مع الطرح لأني أرى الأمثال الشعبية أصلا من وجهة نظر مختلفة. لا أجدها مرجعا اجتماعيا في الوقت الحالي بالدرجة نفسها، وإنما أصبح الجزء الأكبر منها أداة للتعبير عن المواقف. بالطبع يستشهد بها الكثيرون ويقتبسونها. لكن الأمر في أساسه لا يتوقف على هذه النقطة. وإنما على التعبير عن الموقف بالشكل الأمثل. لذلك نجد انعكاسات لها في الشارع والأعمال الدرامية والسينمائية بشكل تعبيري، لا استشهادي، فتستعين بها الشخصيات لوصف الموقف اللحظي وقتها، لا كي تدلل على صحة شيء.

هل يصح التعامل مع الحكم والأمثال على أنها دائمة الصلاحية؟.. وكيف تتعاملون مع من يبررون كل فعل أو قرار لهم بمثل شعبي؟

من ناحية التفكير المنطقي بالنسبة لي لا يصح أن نطبق الأمثال والحكم على مختلف المواقف التي نقع فيها ولا تصلح لاي زمان، لكن من وجهة الواقع وما نعيشه كتجربة شخصية أغلب الأحكام التي تقولها جدتي تكون في مكانها الصحيح، بعض الأحكام مضحة ومفيدة في نفس الوقت، بعضها تقدم نصيحة.

هي لم تصلح أصلاً للماضي حتى تصلح الحاضر، الماضي حتى لم يكن يهتم بهذه الأمور التي كانت تقال برأيي ولكن كانت تُسمع وتردد لكثرة ما تُردد، هي اعتقادات جمعية تصلح للسمر والسهر وإلقاء الأحاديث والنقاشات، من السيء سابقاً وحالياً الاهتمام بهذا الأمر عملياً، الكثير من الامثال أيضاً مشوّهة برأيي للصورة التي يجب أن تكون أفضل في أذهاننا عن الأمور، مثلاً لدينا: طب الجرّة على تمها بتطلع البنت لأمها - هذا المثل الشعبي مثلاً برأيي يؤكّد على عدم فرادة الإنسان، على أنّهم كان يروا النساء نسخ فقط لا أكثر، لن يقبل رجل لا قديماً ولا حديثاً أن يقال عنه نسخة عن أبيه بلا أي تميّز، ولكنّهم يقبلون ذلك على النساء، هناك مثلاً مثل آخر أستاء منه: الهرب ثلثين المراجل - لا أعرف من صمم هذا المثل ولكن أنا متأكّد بأنّه جبان يريد أن يصبح الجُبن علامة تجارية في حيّه لكي لا يكون مميزاً في ضعفه.

أخيراً وأدّخرت الاسوء للنهاية: من يأخذ أمي أقل له عمّي! - قمّة بالانحطاط ما كان يُردد سابقاً في الماضي على أنّه حكمة، المصيبة أننا نرى كلام الأجداد حكم، كل ماضي ليس بحكمة وأنا مع ردّ كل الأمثال الشعبية واختفائها من الوجود بجيّدها وسيئها، لا حاجة للإنسان الحديث بهذه الأمور.

أعتقد إنه لمن الجمال أن تتصادف بمثل شعبي يُعبر عن حدث ما أو شيء حصل معك في يومك (أنا أعتبره ك "فشة الخلق") خاصة إذا كان بسياقه الصحيح.

من المهم أن تتذكر أن الأمثال هي شكل من أشكال الحكمة المقطرة ، وهي تلخص الدروس المستفادة عبر الأجيال. ومع ذلك ، فهي ليست قوانين مطلقة بل مبادئ توجيهية تحتاج إلى فهمها وتطبيقها في السياق.طبعاً هناك الكثير من الأمثال الشعبية التي لا يُرى لها استعمالاً ولا فائدة في يومنا هذا.

أعتقد أن أسوأ مثل شعبي تعرضت له هو حينما تدخلت بنقاش بين اثنين من أصدقائي لا علاقة لي بموضوع نقاشهما, وكانا متضادين الأفكار تماماً لكن قمت فكرة لدي, لكن اتفق الاثنان على تلقيني صفعة المثل التالي "يا داخل بين البصلة وقشرتها, ما بنوبك منها إلا ريحتها" :)

هل يصح التعامل مع الحكم والأمثال على أنها دائمة الصلاحية؟

لا يصح التعامل مع الحكم والأمثال باعتبارها دائمة الصلاحية، وليس بعضها صالحاً أساساً في نفس زمان الصدور. لهذا السبب يرفض أصحاب العقول الحرة أي حكم أو أمثال مجحفة، حتى لو كانت من قلب الحاضر الذي يعيشونه أو متوارثة منذ القدم.

وكيف تتعاملون مع من يبررون كل فعل أو قرار لهم بمثل شعبي؟

أدعو له/ لها بالشفاء العاجل، وأنا على يقين أن نسبة 99% ممن أدعو لهم لن يغيروا قناعاتهم المتوارثة.

وما أغرب أو أسوأ الأمثال التي صادفتكم؟ 

أغرب الأمثال وأسوأها هي تلك الموجهة ضد المرأة، مثل (عذراً على ذكرها): «صوت حيّة ولا صوت بنيّة»، «خود الأرملة واضحك عليها وخود من جيبها واصرف عليها»، «لو الطلاق بإيد المرأة بتصير الحياة مسخرة».

أي شيء من صنع البشر صالح للشك والهدم وإعادة التشكيل. لا شيء بشري مقدس يا أماني حتى ولو كانت الأبحاث العلمية.

الأمثال الشعبية ليست للاستدلال وليست دائمة ولا تكفي وحدها لإثبات وجهة نظر، ولكن هي فقط أداة تعطي للحديث نكهة، ويدلل بها المتحدث ضمنيًا على اتفاق الكثيرين معه وأنه ليس وحده من يحمل وجهة النظر هذه.

مرحباً أماني كتاباتك دائما ما تلفت نظري لأنها قيمة ومعبرة لذلك أهنيك على هذه الملكة

وبالنسبة لما ذكرتيه : المثل الشعبي هو جزء من تراثنا الثقافي بالفعل وقد يحمل معانٍ وتجارب تاريخية مهمة. ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين في تفسيرها واستخدامها في القضايا اليومية. قد تكون بعض الأمثال الشعبية ذات مدلولات سلبية أو قد تفسر بطريقة غير دقيقة للواقع الحالي.

ومن الضروري التحلي بالتفكير النقدي والتحقق من صحة وملاءمة المثل قبل استخدامه في الحجج والمناقشات حيث يمكن أن يكون من الأفضل الاستعانة بالمثل الشعبي لتوضيح فكرة معينة ولكن بشرط فهمها بشكل سليم وتطبيقها في سياق القضية المعروضة حتى لا تؤدي إلى تأثيرات سلبية .

وفيما يتعلق بسؤالك عن أغرب أو أسوأ الأمثال التي صادفتنا، قد تكون هناك بعض الأمثال التي تحمل مضموناً سلبياً أو قد تكون متناقضة مع التطورات الحديثة في المجتمع. يمكن أن تؤدي استخدامات غير مناسبة لهذه الأمثال إلى إثارة اللبس والتعارض في التواصل والفهم المشترك لذلك أرى أنه قد يكون من غير الضروري ذكرها إلا اذا كان قد تم التحقق من أنها أدت إلى تأثيرات إيجابية وليس العكس حتى لا يتم التعميم بغير وجه حق .

ولكن بشكل عام، يجب أن نكون حذرين في التعامل مع الأمثال الشعبية وأن نفهمها في سياقها التاريخي والثقافي حيث قد يكون الحكم المنطقي والتفكير النقدي أفضل وسيلة للتعامل مع مثل هذه الأمثال وتقييمها بشكل صحيح في الحياة اليومية.

كنت قد تساءلت نفس السؤال أماني في إحدى السهرات العائلية، كان استفساري عن المثل الذي يقول (لكل شخص من اسمه نصيب) ومدى صحته، وفي اليوم التالي كتبت ما يلي:

من المفروض أنه وكما قالت العرب قديماً (لكل شخص من اسمه نصيب)، أن يكون لنا من اسمائنا نصيب، وهذا ما جعلني في حالة دفاع مستميتة عن صوت الحمام، مع أنني أرى أن صوتها يكاد لا يطاق لا بل وتدفعني للجنون ولكن أنّى لي ان اعترف بهذا ، إنني أسمعها كصوت صفير البلبل

لا أعلم مدى صحة الأمثال العربية القديمة وما هو الاساس المتفق عليه لسن مثل هذه الأمثال التي تكاد تغدو قوانين وشرائع 

ففي حياتي الواقعية حدث أن صادفت الكثير من ال(مرح) النكدات، وال(هدى) الضالات، وال(نسمة) العاصفات، والأماني(المخذولات) 

والقائمة تطول وتقصر، والاسماء لم ولن تغدو اكثر من كونها مجرد كلام

لا أعتقد بصحة الأمثال العربية تماماً، وكما قلتِ أراها ساعيّة ووقتية ومناسبة لموقف ومناسبة محددو

الأمر بسيط جدا عن محاولة فهمه، فمن الأفضل لنا أن ننظر إليها كأدوات توضيحية لمفاهيم معينة، ولكن ليس بالضرورة أن نعتبرها قواعد ثابتة. يجب علينا تحليل السياق والوضع الذي يتم فيه استخدام المثل، والتفكير بشكل نقدي في مدى صلاحيته لتطبيقه في الوقت الحالي.

المثل الشعبي لا ينبغي أن يحوله المرء إلى دستور حياة .. كما أنه يمكن إعادة صياغته بأي أسلوب يشاء الإنسان طالما أن المعنى واحد .. و المثل الشعبي هو خلاصات حياتية خاصة بما لاحظه و عاشه السابقون و لذلك قد يختلف في مدلولاته عن ما يعيشه الناس اليوم .. من وجهة نظري أرى أن ( المثل الشعبي ) يمثّل السابقين أكثر ممّا يمثل الحاضر .. لأن الحياة تتغير باستمرار و هناك مفاهيم جديدة تبرز للسطح تؤكد أن ( الاختلافات البشرية ) شيء حقيقي و أنه من الظلم توحيد الجميع تحت مظلة واحدة .. و بالتالي فإن أي نظام لا توجد فيه استثناءات و يقصي التعددية فهو نظام قاصر و غير متكامل من وجهة نظر الأقليات .. و هو يحد من قدرات الأغلبية أيضا و يوهمهم بأنه لا توجد طرق أخرى غير هذه الطريق و هذا شيء غير مضبوط .