يرى الكثير من الناس الروتين على أنه شئ ممل والحياة التى بها روتين أو روتينية هى حياة مملة ويصفونها بالروتينية، لكن هذا عكس مايقوله أكثر الناس نجاحاً، أن الروتين كان أكثر سبب ساعدهم على النجاح، إلى أى مدى تتفق مع أن الروتين هو سباب النجاح الاول وشاركنا روتينك؟!
هل الروتين اليومي الصارم سبباً للنجاح؟!
هناك فرق بين روتين وروتين، فالناجحون كان روتينهم هو الاستيقاظ مبكرا ولعب رياضة ثم الذهاب للعمل بالشيء الذي أحبوه.
أما الأستاذ حنفي صاحبنا فروتينه هو الاستيقاظ مبكرا أيضا لكن ليتشاجر مع زوجته ثم يذهب متأخرا للعمل كالعادة فيجلس للفطور إلى منتصف النهار ثم يصلي الظهر في ساعة ونصف ثم بعدها يحاول العمل فلا يستطيع لأنه منهك من وظيفته الثانية التي تأخذ نصف يومه المتبقي وقد عاد منها متأخرا بالأمس.
فكيف بالله يكون هذا روتين نجاح؟!
الشرط الوحيد أن يكون الروتين المُتبع هو الروتين المناسب لك، أيّ customized!
حين يكون الروتين مناسب لك أنت تحديدًا بعيدًا عن التريندات والتوجهات الاجتماعية وما يقوله الأخرون، سوف تصل إلى الأهداف التي تشبهك.
لكن ما الفائدة لو كان بروتيني الاستيقاظ الساعة 7 صباحًا لأني سمعت أن الملياردير الفلاني الذي يعيش في أمريكا الشمالية يسيتقظ بهذه الساعة؟ ماذا إن استيقظت ولم أجد ما أفعله؟
لكن ما الفائدة لو كان بروتيني الاستيقاظ الساعة 7 صباحًا لأني سمعت أن الملياردير الفلاني الذي يعيش في أمريكا الشمالية يسيتقظ بهذه الساعة؟ ماذا إن استيقظت ولم أجد ما أفعله؟
أتفق معك تمامًا. لا أحب فكرة أن أنسخ روتين فلان فقط لأنه ناجح وأغض الطرف عن اختلافاتنا وأولوياتنا المتباينة.
أنا مثلًا لا أحب الاستيقاظ الباكر أبدًا، ولا أكون منتجة وفي كامل نشاطي إلا في الليل، لذا فروتين الاستيقاظ الباكر هذا مهما تعددت فوائده لن يناسبني ولن أجني ثماره معي أبدًا.
أنا مثلًا لا أحب الاستيقاظ الباكر أبدًا، ولا أكون منتجة وفي كامل نشاطي إلا في الليل، لذا فروتين الاستيقاظ الباكر هذا مهما تعددت فوائده لن يناسبني ولن أجني ثماره معي أبدًا.
يعني بصراحة هاجر لن أستيقظ في السابعة مثله ولكن ممكن بالتاسعة مثلًا.. المهم أن يتناسب ذلك مع نمط حياتي الشخصي.
لأني سمعت رأيا من أحد الأشخاص يقول إقناع نفسك بأنك لا تنتج إلا في الليل قد يكون نابعًا من هربك من شيء معين بالنهار. على سبيل المثال: أنت لا تحب الضجيج الذي يحدثه الناس صباحًا ولا تعرف كيف تجد حلًا له أو كيف تتعامل معه، ولهذا السبب أقنعت نفسك بأنك لا تستطيع العمل إلا بالليل.
وإنك لو جربت مواجهة تلك المشكلة واستطعت الاستيقاظ بالصباح فستجد إنتاجيتك تضاعفت!
وإنه لا يوجد على وجه الأرض شخص يزداد تركيزه بالليل أكثر من النهار حسب الفطرة البشرية.
وإنه لا يوجد على وجه الأرض شخص يزداد تركيزه بالليل أكثر من النهار حسب الفطرة البشرية.
لا أدري إن كان ثمة أبحاث علمية تدعم هذا الكلام، ربما أبحث بشأنه.
لكن وفقًا لتجربتي الشخصية فهذا لا ينطبق علي تمامًا، فأنا بالفعل أكون أكثر تركيزًا في الليل، وكانت هذه طبيعتي منذ طفولتي، وأذكر أنني دائمًا ما كنت أكثر إنتاجًا في الليل عن النهار.
أتفق مع أن الروتين اليومي هو سبباً للنجاح أو على أقل تقدير التزام المستوى وتجنب الأخطاء, ودليل على ذلك أنظر لنظام العمل بالعسكرية في أي بلد, تجد كل يوم أحداثه تمشي كالساعة التزاماً بتقاليد أو جدول معين, فقلما تجد خطئاً أو تأخر في أحد الخطط أو النظم او اختلال في أمر ما, كذلك حياتك الشخصية لو أصغت لها روتيناً مناسباً ستجد فرقاً ملحوظاً جدا في فترة قصيرة
الروتين فائدته هو أنه يساعدك على الإلتزام ولكنني لا أحبه وأعتقد أن الكثير من الأشخاص العاملين في المجالات الإبداعية لا يفضلونه، رغم ذلك أفضل أن لا أربط النفور من الروتين بالمبدعين، دعني أقل أنه أسلوب أفضّله أنا والقليل من المساكين، وذلك لأن العديد من الأمثلة الناجحة في عالم الأدب كانوا يعتمدون روتينًا واضحًا وصارمًا ولا يمنعهم ذلك من إنتاج أجود الأعمال الكتابية.
ولا أعني بذلك أنني لا أمتلك عادات يومية ألتزم بها، ولكن فقط أحب أن أقوم بشيء مختلف واحد خلال اليوم على الأقل، عوضًا عن تكرار اليوم السابق، ولا بأس بالقليل من خرق العادات والقواعد أحيانًا.
في مجال الكتابة بالذات تتباين الآراء في هذا. بعض الكتاب يقولون إنهم لا يحبون الكتابة إلا وفقًا لمزاجهم والإلهام، والبعض الآخر يصر على الالتزام بروتين صارم كما ذكرتي ولا يحيد عنه أبدًا.
أذكر كمثال لهؤلاء الكتاب نجيب محفوظ حيث كان موظفًا حكوميًا فيجب أن يرسم لنفسه روتينًا ملائمًا لهذه الوظيفة، خصوصًا وهو لا ينوي أن يتخلى عنها. فيحكي أنه لو راودته فكرة ما قبيل النوم كان يتجاهلها لأن معاد نومه حان، وعنده عمل في الصباح، وهذا ليس وقت الكتابة والانسياق وراءها.
فيحكي أنه لو راودته فكرة ما قبيل النوم كان يتجاهلها لأن معاد نومه حان
هذه ليست أفضل ممارسة فى عالم الكتابة فالأفكار مثل الصيد إن لم يتم تقييده، سترحل وتهرب وهذه خسارة كبيرة.
الروتين معناه أن نكرر الأمر بانتظام وباستمرار، وهذا في رأيي يؤدي لإتقان ما نفعله، فإن كنت أفعل شيئًا يوميًا ولسنوات فالبتأكيد أنا أجيد ما أفعله ولن يكون نفس الأمر لمن يفعله كل شهر مرة أو كل فترة. بالنسبة لي أنا أحب الروتين، تنقسم مهامي بين الذهاب للعمل وأداء مهامي المنزلية والعمل الحر والقراءة، أحيانًا أنضم لبعض الكورسات، وإن أردت إضافة نشاط جديد أضعه ضمن جدولي اليومي باستبدال نشاط آخر به أو تقليص وقت بعض المهام الأخرى لأتمكن من ممارسته بشكل منتظم.
هناك من يقول أن الفرق شاسع بين روتين وروتين وبصراحة لا أؤمن بذلك ولا أقتنع بمسمى روتين العظماء وروتين العلماء، الناجح ناجح لأنه أجبر نفسه على السير في حلقة معينة أشبه بالدائرة المغلقة، وحافظ على استمراره بها بالمقاومة والإلتزام، وعندما لمس نتيجة نجاحه أدرك قيمة هذا المسار، ولذلك هو يرى أن الروتين جيد لا لأنه جيد بل لأنه سبب نجاح ما، ولكن دعنا نتعرى من المثالية أنا وأنت والجميع لن يفضل شئ عن النوم لعدد ساعات كافية أو الاستماع بفعل معين، نحن مفطورون على العشوائية واتباع اللانمط وإشباع الرغبة والغريزة يا صديقي.
في رأيي أنه يجب أن يكون هناك قدر من الروتين والانضباط في حياة الإنسان لكي يصل إلى هدف. ترك الأمور للعشوائية والمزاج ستجعل المرء غير منجز ومنتج، وسيرى في نهاية المطاف أنه لم يحقق شيئًا مما كان يصبو إليه.
لذا فأجل الروتين شيء مهم لأي شخص يود أن يحقق نجاحًا ما.
التعليقات