قرأت منذ فترة حول ما يعرف ب"صكوك الغفران" ، وهي فكرة خادعة روجها بعض رجال الدين الفاسدين بأوروبا القديمة؛ للسيطرة على المجتمع، وتحقيق مكاسب مادية بنفس الوقت. وهو ما شجع معظم الأثرياء حينذاك، على إرتكاب مختلف الجرائم والذنوب دون قلق؛ كونهم سيتحللون من جميعها، فور شرائهم صكوك الغفران!! وهنا تأملت قليلا ما يحدث بمجتمعاتنا المعاصرة، تحديدا حينما يسعى البعض لتحسين صورته، ووضعه الإجتماعي، من خلال الحصول على "صكوك غفران إجتماعية" إن جاز هذا التعبير، فنجد الشخص مستعدا لدفع الغالي والثمين؛
"أحياناً لا يرغب الناس في سماع الحقيقة، لأنهم لا يريدون رؤية أوهامهم تتحطم"!.. كيف نتعامل مع أصحاب التصلب الفكري؟!
ما أصعب أن تناقش شخصا متشبثا بأفكاره حد الجمود؛ فتصبح كمن ينفخ في قربة مثقوبة، خاصة إن دار ذلك النقاش حول أفكاره نفسها! وهذا التشبث الغير منطقي بالأفكار والمعتقدات، يعرف بالجمود أو التصلب الفكري. حيث يجد الفرد نفسه مضطرا للدفاع عن منظومة من الأفكار والمعتقدات، ضد أي محاولة لنقدها أو التحقق من صحتها.. حتى أنه قد يعي بمرحلة ما خطأ بعض من هذه المعتقدات، أو عدم منطقيتها، لكنه لا يجرؤ على تحطيمها أو التخلي عنها رغم ذلك! وترجع بعض الدراسات
كتاب "الخوف من الحرية".. لماذا يلجأ الإنسان للتخلي عن حقوقه؟!
الطبيعي أن يسعى الإنسان للتحرر والإستقلال بحياته وقراراته. لكن أن يسعى للبحث عن جهة تتخذ القرارات نيابة عنه، وتحول بينه وبين حريته، فذلك مناف تماما للطبيعة البشرية! وفي كتابه "الخوف من الحرية" فسر الفيلسوف وعالم النفس الألماني "إريك فروم" قيام الأنظمة الإستبدادية، بأنه ناتج عن ميل البعض للتخلي طوعا عن حرياتهم؛ للتخلص من مشاعر عدم اليقين والقلق، المصاحبة للشعور بالحرية.. فالإنسان الحديث أصبح أكثر تحررا، لكنه يخشى ممارسة حريته بنفس الوقت، وبالتالي يحاول إلقاءها على عاتق نظام أو جهة أخرى،
باحثة ماجستير بالفلسفة، والنقد الثقافي.. إسألوني ما شئتم!
درست المنطق، ومختلف التخصصات الفلسفية.. تخصصت بالنقد الثقافي، والدراسات الثقافية لنيل درجة الماجستير، ثم عملت بتدريس المواد الفلسفية لثلاث سنوات.. والآن أرحب بأسئلتكم حول تلك التخصصات المتشعبة، والمشجعة على التساؤلات، فلا تترددوا في طرحها!
"الجنين في بطن أمه أقل إنسانية من أي خنزير بالغ"!.. متى يصبح الإجهاض أخلاقيا؟!
تعتبر "أخلاقيات الإجهاض" واحدة من أكثر القضايا جدلية، إذ شغلت الفكر الإنساني على مر العصور.. فنجد أفلاطون وأرسطو، أباحا إجهاض الأجنة لبعض الأسباب الصحية والإجتماعية، في حين حظره معظم الأطباء الأبقراطيون.. وتحتوي الأطروحات الفلسفية المعاصرة لأخلاقيات الإجهاض على إتجاهين رئيسيين: - إتجاه يرى أن الجنين يعتبر في مقام الشخص الإنساني، الذي يمتلك الحق الأصيل المطلق في الحياة.. وقد وصل الأمر ببعض مؤيدي هذا الإتجاه لتحريم الإجهاض تحت أي سبب، صحي كان أو إجتماعي أو نفسي! - والإتجاه الآخر ، يرى
ثورة الصمت.. من كتاب "قوة الإنطوائيين في عالم لا يتوقف عن الكلام"!
"لقد قيل لنا أن نكون عظماء يعني أن نكون جريئين، وأن نكون سعداء يعني أن نكون اجتماعيين،.." بهذه الطريقة جادلت الأمريكية سوزان كين، في كتابها (الهدوء: قوة الإنطوائيين في عالم لا يتوقف عن الكلام).. حيث رأت أن غالبية أفراد المجتمع يضطرون للتظاهر بأنهم إجتماعيون، رغم كونهم شخصيات إنطوائية في الواقع! وأرجعت ذلك إلى نظرة المجتمع للشخص الإنطوائي، على أنه شخص ضعيف لا يحسن التفكير أو التصرف، وأحيانا قد يتم إعتباره مواطن من الدرجة الثانية.. حتى أن الكاتبة نفسها ذكرت أنها اضطرت
"عليكم أن تتباهوا بعدوكم"!.. كيف نختار العدو المناسب؟!
"لا تتخذوا لكم من الأعـداء إلا من يستحق البغضاء، وتجاوزوا عــن عـداء من لا يستحق إلا الإحتقار؛ إذ عليكم أن تتباهوا بعدوكم"!! هكذا عبر نيتشه عن أهمية إختيار العدو المناسب. حيث رأى أن العداوة يجب أن يكن لها معايير محددة مثل بقية العلاقات الإنسانية.. فلا يصح مثلا أن نتخذ من الحمقى، أو من الجبناء، والخونة، عدوا لنا؛ إذ سيجروننا بشكل أو بآخر للتعاطي مع حماقاتهم وجبنهم، وأحيانا الإنحدار لمحاولة مجاراتهم! ولذلك فمن الأفضل أن نختار عدوا مكافئا لنا قدر الإمكان،
فلسفة الحد الأدنى: لماذا إختل ميزان الفضائل لدينا؟!
"لسنا ننشد عالما لا يُقتل فيه أحد، بل عالما لا يمكن فيه تبرير القتل.."! هكذا هبط سقف التطلعات الأخلاقية لدى "ألبير كامو"، من الدعوة لتجريم القتل شكلا وموضوعا، إلى الإكتفاء بتمني عدم التعاطف او إلتماس الأعذار للقتله!! وقبل أن نستنكر ذلك الخلل الذي أصاب الميزان أو المعيار الأخلاقي لدى كامو، علينا بتأمل واقعنا.. فكم من سلوك مشين أصبح مستساغ ومقبول من فئة كبيرة بالمجتمع. والعكس صحيح أيضا؛ فكم من صفات كنا نعتبرها فاضلة ومرغوبة، أضحت مزمومة ومعيبة!! فمثلا منذ سنوات
كيف نتخلص من الكراكيب العقلية؟!.. من كتاب "عبودية الكراكيب"
في كتابها "عبودية الكراكيب" تشير كارين كينجستون إلى الاثار السلبية لوجود ما يعرف بالكراكيب من حولنا، على المستويين المادي والمعنوي.. وغالبا ما تنتج تلك الكراكيب بسبب غريزة حب التملك، المتحكمة بسلوك الكثيرين؛ إذ تدفعهم لتملك الكثير من الأشياء، رغم عدم حاجتهم لها! لكن أكثر ما لفتني هو محاولة الكاتبة تطبيق تقنية "فنج شوي" لإعادة ترتيب الكراكيب العقلية، مثلما فعلت مع نظيراتها المادية.. فالكراكيب لا تقتصر فقط على تلك الأشياء المادية التي تراكمت حولنا عبر السنين، بل تشمل أيضًا تلك الأفكار
الجانب المظلم للإبداع.. كيف تنمي المشاعر السلبية قدراتنا الإبداعية؟!
جميعنا معرضون لرفض وإنتقاد الآخرين، سواء لأفعالنا أو آرائنا. ويختلف رد فعل كل منا تجاه ذلك الرفض، فإما نتقبله بسلبية وإنكار، وشعور بالإكتئاب، وإما نتقبله بإيجابية، وتفهم لمبرراته الموضوعية.. لكن عالمة النفس الأمريكية "مودوبي أكينولا" توصلت إلى دور مختلف يمكن أن يلعبه الرفض المجتمعي والمشاعر السلبية بحياتنا. وذلك وفقا لدراسة أجرتها بعنوان "الجانب المظلم للإبداع" ، لتدلل على وجود علاقة مباشرة ما بين المشاعر السلبية -الناتجة عن الرفض المجتمعي خاصة-، وبين زيادة الإنتاج الإبداعي، عبر تنشيط مراكز الإبداع بالمخ وتحفيزها
إنجاب الكتب أفضل من إنجاب الأبناء!.. لماذا يخشى المبدعون الزواج؟!
تصريح صادم للزمخشري.. أتبعه بعبارة -لمن إعتدنا منه تلك التصريحات- شوبنهاور "حياة الوحدة مصير كل الأرواح العظيمة"!.. وكلاهما يريد تبرير ميله -كمعظم المفكرين- لعدم الإختلاط بالمجتمع، ورفض الزواج أو تكوين أسرة!! وفي هذا الصدد أظهر بحث أجراه عالم النفس الأمريكي "جريجوري فيست" على عدد من العلماء والفنانين، أظهر أن تجاهل العادات، وإهمال المخالطة الإجتماعية، يعدان من أبرز صفات المبدعين.. ويكفينا عمل حصر سريع للمفكرين والفنانين، الذين فضلوا الوحدة على تحمل أية مسؤوليات إجتماعية، لنقتنع بصحة ذلك البحث بنسبة كبيرة.. فسنجد
"ليس من الإنسانية أن يترفع مظلوم عن الإنتقام"!
بداية يجب التفريق هنا ما بين التسامح والتهاون، وما بين العفو والرضوخ للظلم. فالتسامح أو العفو هو فضيلة أخلاقية، تساهم في نشر السلام والمحبة بين الناس.. لكن عندما يحدث ذلك التسامح قسرا، نتيجة شعور بالضعف والعجز، يصبح تهاون وخنوع ورضوخ وليس تسامح، وطبعا هو أبعد ما يكون عن الفضيلة.. وهؤلاء المتسامحون قسريا يصفهم نيتشه ب "الضعفاء الذين يعتبرون أنفسهم صالحين لأنهم لا مخالب لهم"! نعم الكلمات صادمة، لكن عند تأملها سنكتشف أن معظمنا يقع أحيانا بتلك الحالة المؤسفة.. فمن منا
الثروة لا تتمثل في الممتلكات الكثيرة، وإنما في الرغبات القليلة!.. ما رأيكم بذلك؟
هذا ما رآه المفكر الرواقي "أبكتاتوس"، حيث أكد على أن التحكم بالرغبات أفضل الطرق لجمع الثروات والحفاظ عليها.. وأظنه يقصد بالتحكم في الرغبات، ما يعرف الآن بتقليل النفقات.. فكيف ترون وجهة النظر هذه، القائلة بأن تقليل النفقات وحسن الإدارة المالية، أهم من زيادة الأرباح؟!
"عندما بكى نيتشه".. احذروا شر المحب إذا كره!!
تحكي رواية "عندما بكى نيتشه" للأديب "إرفين د. يالوم" عن قصة الحب الوحيدة التى عاشها "نيتشه" في شبابه مع المحللة النفسية الروسية "لو سالومي".. ورغم حب نيتشه وتعلقه الشديد بها، ذكرت سالومي في كتابها "حياتي" ، أنها رفضت عرض الزواج منه مرتين! ورغم ذلك ظل نيتشه يحاول ويتنافس مع زميله "بول ري" على الفوز بقلبها لفترة، ولكن دون جدوى!... وعندما أيقن نيتشه بأن حبه غير متبادل، إقتنع أخيرا بإنتهاء قصة حبه القصيرة.. ومنذ ذلك الحين لم نسمع عن أي علاقة
إن كان النجاح مرتبط بإظهار جانبكم المظلم.. فلأي مدى تتقبلون ذلك؟!
شاهدت منذ فترة فيلم "Black Swan" البجعة السوداء ، وهو يحكي عن الصراع النفسي والأخلاقي الذي يعانيه الإنسان في سبيل تحقيق أهدافه وغاياته. خاصة عندما يكلفه ذلك التخلي عن شخصيته السوية، وتسليط الضوء على الجانب المظلم منها، بكل ما يحويه ذلك الجانب من سلبيات ومساوئ، بل والتعايش مع ذلك الظلام. فيصبح كل شيء مباح لتحقيق النجاح! وبعيدا عن الفيلم، سنلاحظ أن هذه المعضلة الأخلاقية متفشية جدا بمجتمعنا؛ فسنجد مثلا موظف يتخلى عن معظم مبادئه الأخلاقية لإرضاء قادته وتحقيق النجاح المهني!
لا بد أن يبدأ العلم بالخرافات، وبنقد الخرافات!.. كيف يستغل العلم قوة الخرافة؟!
هكذا عبر كارل بوبر -رائد فلسفة العلوم- عن التأثير القوي الذي تملكه الخرافات الشعبية على البحث العلمي بجميع مراحله.. فأحيانا تحتاج الأبحاث والإكتشافات العلمية -المنعزلة معظم الوقت- للاستعانة بالخرافات وما تملكه من إنتشار واسع وتأثير شديد؛ لإثبات صحة وجدوى تلك الأبحاث، وزيادة تقبل العامة لها! ويمكننا ملاحظة ذلك كثيرا بالمجال الطبي تحديدا، ولقد جسد الأديب يحيى حقي تلك الفكرة بروايته "قنديل أم هاشم" .. حيث يقرر الطبيب المتعلم في أوروبا خداع مرضاه وإيهامهم بأنه يعالجهم بزيت ذلك القنديل المقدس لديهم
كتاب نكات جيجيك: لماذا يلجأ البعض لعرض أفكاره العميقة في صورة نكات ساخرة؟!
سمعت آخر نكتة؟!.. لطالما كان تناقل النكات الساخرة من أوضاع حياتنا المثقلة بالأعباء والمسؤوليات، سبيل الكثيرين للتنفيس والتخفف من ضغوط تلك الحياة.. ويصف كيركيجارد ذلك قائلا ( إن السخرية تحرر صاحبها من أعباء الواقع العملي المعاش)! ولعل هذا الطابع التحرري للأسلوب الساخر، هو ما دفع العديد من الفلاسفة والنقاد على مر العصور، للتعبير عن أفكارهم الفلسفية العميقة من خلاله! وهذا ما قام به الفيلسوف والناقد سلافوي جيجيك، في كتابه النقدي الساخر "نكات جيجيك" .. حيث قام بصياغة آرائه النقدية اللاذعة
"أبشع أنواع الملل، الملل من شيء لا تستطيع الاستغناء عنه، كأن تمل من نفسك"!!
هكذا إفترض الأديب يوسف إدريس إمكانية الشعور بالملل من كل شيء مهما بلغت أهميته لدينا، حتى أنفسنا الملازمة لنا طوال رحلتنا بالحياة، أحيانا نمل من صفاتها وطبيعتها هي الأخرى! وحقيقة كثيرا ما أشعر بصحة هذا الإفتراض؛ فمن منا لم يشعر ولو لمرة بالملل من بعض تصرفاته وسلوكياته الشخصية، أو من وظيفته ومنزله وأحيانا شريكه بالحياة!.. ذلك على الرغم من تمسكه الشديد بجميع ما سبق وتأكيده الدائم على أهميتهم بحياته! لكن فكرة الملل من النفس تحديدا، هي أكثر ما أثار قلقي
"الطبع يغلب التطبع".. ما رأيكم في ذلك؟
معظمنا يلاحظ بفترة ما، وجود طبع سيء أو مجموعة طباع بشخصيته ونتمنى لو بإستطاعتنا تغييرها للأفضل..! وما أكثر المواقف التي تجعلنا نتمنى تحسن طباع من حولنا من الأهل والأصدقاء.. لكن بنفس الوقت تصدمنا مقولة شبه مسلم بها لدى البعض، وهي "الطبع يغلب التطبع" ولو بعد حين، وهو ما يعني أن كل محاولات تغيير الطباع لا تعدو كونها تغيير ظاهري، وتصنع الطباع الجيدة لإرضاء المجتمع فقط! ولذلك يعتقد الكثيرون أن طبع ومعدن الشخصية الحقيقي يصعب تغييره؛ وسيطغى على كل محاولات التطبع
كتاب أشهر 50 خرافة في علم النفس: كيف تسيطر الخرافات على عقولنا؟!
" أكثر القصص خطأ هي تلك القصص التي نظن أننا نعرفها أفضل معرفة، ولذلك لا نفحصها أو نتحرى صدقها" هذا ما ورد بكتاب (أشهر 50 خرافة في علم النفس: هدم الأفكار الخاطئة الشائعة حول السلوك الانساني) حيث رأى مؤلفوه أن خطورة ما يعرف بعلم النفس الشعبي تكمن في كونه مصدر أساسي للخرافات وما ينتج عنها من معتقدات خاطئة.. وتناولوا بالدراسة أبرز تلك الخرافات، وأسباب ظهورها وتصديق الناس لها ومنها: الرغبة في الأجوبة السهلة والحلول السريعة الإدراك الإنتقائي والذاكرة الإنتقائية إستنتاج
إذا أتيحت لكم فرصة ثانية لعيش حياة جديدة بشخصية مختلفة، فماذا ستغيرون في شخصيتكم الحالية؟!
من منا لا يتمنى التخلص من نقاط ضعفه، وتعديل نقائص شخصيته لأفضل حال ممكنة! فلنتخيل معا أنه أتيحت لنا تلك الفرصة، لتكوين شخصيتنا النموذجية التي نبدأ بها حياة جديدة كليا.. فما الشيء الذي سترغبون في التخلي عنه أو تعديله أو إضافته لشخصياتكم الحالية؟!
رواية ثرثرة فوق النيل: أتعتقدون أن كثرة المشكلات تخفف من حدتها؟!
"عندما تتكاثر المصائب يمحو بعضها بعضاً، وتحل بك سعادة جنونية غريبة المذاق، وتستطيع أن تضحك من قلب لم يعد يعرف الخوف" ! في روايته ثرثرة فوق النيل ، هكذا عبر نجيب محفوظ عما يصيب البعض عندما يتعرضون لمشاكل وأزمات متتالية، فتجدهم يعتادون أحيانا على تلك المصائب، ويقل تأثرهم وتفاعلهم معها بشكل تدريجي، وقد يعطون ردة فعل معاكسة أحيانا أخرى.. فمثلا إذا عرف طالب ما أنه رسب بمادة دراسية فسيشعر بالفشل والحزن الشديد، وإذا أبلغناه بعدها بدقائق برسوبه في مادة أخرى،
الثائر لأجل مجتمع جاهل شخص أحمق! .. فمن يحمل شعلة الإصلاح بتلك المجتمعات إذن؟!
الثائر لأجل مجتمع جاهل شخص أحمق، كمن أضرم النيران بجسده ليضيء الطريق لشخص ضرير!! هكذا وصف المفكر محمد رشيد رضا حال من يبذل جهده وعمره، ويضحي برفاهيته في سبيل تنوير وتطوير من لا يقدر تلك الجهود ولا يحترم أصحابها! وتعد سيرة المناضل تشي جيفارا مثال واضح على ذلك؛ فرغم كل ما بذله لتحرير مواطني أمريكا اللاتينية، قام بعضهم بخيانته والإبلاغ عنه بالأخير! وإذا ما إلتفتنا لأوضاعنا الشخصية، سيشعر بعضنا بمرحلة ما بأنه "ينفخ في قربة مقطوعة" وأن من حوله لا
"الفلوس تغير النفوس"..ما رأيكم بهذه المقولة؟
كثيرا ما نسمع عن تغير سلوكيات وعادات وقيم البعض نتيجة لتغير أوضاعهم المادية.. وربما معظمنا شهد حالات تحول وتغير مماثلة، سواء عند جني بعض الفقراء للثروات، أو عند فقد بعض الأغنياء لها! فهل تعتقدون أن القيم الأخلاقية والمبادئ الشخصية مرتبطة حقا بالوضع المالي لكل شخص، وتتغير وفقا له؟!
الخلاف الطويل، يعني أن كلا الطرفين على خطأ !.. فكيف ننهي خلافاتنا دون إطالة؟!
هذا ما رآه الفيلسوف الفرنسي فولتير.. حيث اعتبر ان عدم الإتفاق بمثابة فشل لطرفي الخلاف أو النزاع أيا ما كانت مواقفهم وآرائهم! فلو افترضنا جدلا صحة هذا الرأي.. فما هي الطريقة الأمثل لإنهاء جدالاتنا وخلافاتنا دون إطالة برأيكم؟.. وهل لشخصية الطرف الآخر وعقليته دور في تحديد طريقة ومدة الاختلاف معه؟!