هكذا عبر كارل بوبر -رائد فلسفة العلوم- عن التأثير القوي الذي تملكه الخرافات الشعبية على البحث العلمي بجميع مراحله..

فأحيانا تحتاج الأبحاث والإكتشافات العلمية -المنعزلة معظم الوقت- للاستعانة بالخرافات وما تملكه من إنتشار واسع وتأثير شديد؛ لإثبات صحة وجدوى تلك الأبحاث، وزيادة تقبل العامة لها!

ويمكننا ملاحظة ذلك كثيرا بالمجال الطبي تحديدا، ولقد جسد الأديب يحيى حقي تلك الفكرة بروايته "قنديل أم هاشم"..

حيث يقرر الطبيب المتعلم في أوروبا خداع مرضاه وإيهامهم بأنه يعالجهم بزيت ذلك القنديل المقدس لديهم (حيث يؤمنون بقدراته العلاجية السحرية)..

وبعد أن يتم علاجهم، صارحهم بأنه كان يستخدم أدوية ووصفات طبية علمية، ولكنه اضطر لإستغلال قوة تلك الخرافة وتغلغلها بعقول الناس؛ حتى يقبلوا أخذ الأدوية، ويؤمنوا بفعاليتها وجدواها العلاجية!

فماذا عنكم .. أتؤمنون أيضا بجدوى الاستغلال العلمي للخرافات السائدة؛ لإثبات صحة بعض النظريات العلمية؟