من منا لا يتمنى التخلص من نقاط ضعفه، وتعديل نقائص شخصيته لأفضل حال ممكنة!
فلنتخيل معا أنه أتيحت لنا تلك الفرصة، لتكوين شخصيتنا النموذجية التي نبدأ بها حياة جديدة كليا..
فما الشيء الذي سترغبون في التخلي عنه أو تعديله أو إضافته لشخصياتكم الحالية؟!
بصراحة لا أريد تغيير الكثير سوى في علاقتي مع الله، أريد أن أكون أقرب وأكثر امتثال للأوامر والنواهي وأرضى بما كتب لي في حياتي، هذا ما أتمنى تغييره لكن بشكل عام أجد أني راضٍ عن نفسي وعما وصلت إليه في حياتي وقد يتغير هذا في المستقبل لكن على الأقل هذه نظرتي للأمر الآن.
بشكل عام أجد أني راضٍ عن نفسي وعما وصلت إليه في حياتي..
أحييك على هذا التصالح مع النفس إسلام، فقلما نجد من يشعرون به حقا!
وقد يتغير هذا في المستقبل..
معظمنا تتغير رؤيته لذاته وللأمور كلما تقدم عمره وكثرت تجاربه ونضجت عقليته، فالحياة عبارة عن مراحل مختلفة..
أريد أن أكون أقرب وأكثر امتثال للأوامر والنواهي..
وفقك الله لذلك، ومجرد شعورك بالتقصير هو دليل على رغبتك الحقيقية بالإلتزام، ودليل أيضا على قربك من الله سبحانه ..
قضيت فترة طويلة من حياتي أميل إلى استخدام العاطفة أكثر من العقل والمنطق في التعامل مع الآخرين سواء كانوا زملاء الدراسة أو العمل أو مدراء الأعمال المختلفة التي قمت بها، وهذا شيء خاطئ بكل تأكيد، فقد كان يتم استغلالي لأنه لا يمكنني قول لا أستطيع، إذ أقوم بالكثير من الأعمال التي تفوق طاقتي من أجل إرضاء المدراء والزملاء، فقد كنت أشعر بالحرج إلى حد كبير وبالرغم أن هذا الشيء قد تخليت عنه بالفعل إلا أنه أثر على حياتي العملية بشكل سلبي، ولكن حتى أكون حيادية سأقول أنه أفادني بطريقة أخرى لأنه جعلني أكثر خبرة في إنجاز وتعلم الكثير من الأمور التي يتم طلبها مني.
.. سواء كانوا زملاء الدراسة أو العمل أو مدراء الأعمال المختلفة التي قمت بها
هو سلوك غير مناسب بالفعل، لكن تقاس خطورته بمدى إستغلال الآخرين له، وبحالتك تعرضت للإستغلال أكثر من التقدير للأسف.. فأحيانا يقدر البعض تلك العاطفة الصادقة التي تتعاملين بها، لكن نادرا جدا ما نجد ذلك بأماكن العمل والدراسة..
فقد كنت أشعر بالحرج إلى حد كبير..
مررت بتلك التجربة بسمة، لكني لم أصل لمرحلة الشعور بالحرج من عدم مقدرتي على العطاء أكثر!
خاصة مع ملاحظتي لتعامل الزملاء مع جهودي المضاعفة وكأنها صارت حق مكتسب لا يقبلون التفريط به..
التغيير الذي ارغب فيه هو ان لا اكون رحيما دائما وان اكون صارمافي أكثر أوقات وأيضا ان لا افسد اخلاقي بسبب من حولي حتى لو ضررت لتخلي عنهم جميعا ان لا اصمت ابدا عن حقي ولا عن اي شخص يستغلني وان اقول ما بداخلي ولا اكتم اي شيء...
مرحبا بك جمال،
..ان لا اكون رحيما دائما وان اكون صارما في أكثر أوقات
بالفعل الجدية والصرامة مطلوبتان ببعض الأوقات وعند التعامل مع بعض الشخصيات.. لكن حذار يا جمال أن تبالغ في الصرامة أثناء محاولتك الإعتدال، فتنتقل من الشيء لنقيضه تماما، ولذلك يجب علينا مراعاة الوسطية والاعتدال دونما تطرف.
لا افسد اخلاقي بسبب من حولي حتى لو ضررت لتخلي عنهم جميعا
ولم لا تحاول أن تصلح أنت من أخلاقهم بدلا من إعتزالهم، خاصة إذا ما كان يهمك أمرهم!
أحتاج أن أكون شخصا مسالم لأبعد مدى، وغير قادر على الإيذاء، بل وربما نقول غير قادر على حماية نفسه حتى، انظر إلى بعض الأصدقاء، ما يمكن وصمه بالخنوع، وما يمكن اعتباره رقة ولطف محمودين أو مبالغ فيهما.
لكن ترى ما هو مصدر هذه الرغبة المفرطة في التخلي عن قوتك وقدراتك الدفاعية.. أهو كونك تبالغ في إستخدامهما في الواقع أم ماذا؟!
قوتك وقدراتك الدفاعية.
لا هي قوة، و لا يحزنون، فقط لي باع طويل في المشاجرات، ما جعلني أكثر جرأة، وأكثر عنفا، وبالتالي قادر على خوض أي قتال حتى لو ضد شخص مسلح بنصل حاد أو ما شابه (إلا لو كان مسددا فوهة مسدسه مباشرة إلى صدري وعلى مساحة آمنة، وحتى هذا تعرضت له).
أهو كونك تبالغ في إستخدامهما في الواقع
هذه هي الإجابة ببساطة، ونضيف إليها، أنه ربما، ربما، استعملها على شخص لا يستحقها ولا يستحق مني ذلك.
على الرغم من أن شخصيتى تمنعنى من افتراض ما ليس واقعاً حيث أن الفكرة تؤرقنى تماماً لأنها مستحيلة الحدوث. إلا أننى أحب التخلى عن الخوف و التعلق المرضى بالأشخاص.
بالطبع ندرك مدى إستحالتها هيام، لكن لعل ذلك التخيل يساعد بعضنا على الإمساك بنقائصه وعيوبه الشخصية، ومن ثم محاولة إصلاحها..
التخلى عن الخوف و التعلق المرضى بالأشخاص.
أنا معك فيما يخص التعلق المرضي بالأشخاص؛ فهو صفة تسبب الكثير من الألم والحزن لصاحبها بالفعل.. لكن فيما يخص الخوف، فرغم كونه صفة مزمومة من الجميع تقريبا، إلا أنه يوجد نوع من الخوف الحميد برأيي وهو أقرب للتريث وتقدير عواقب الأمور؛ بحيث يقينا الخوف من العواقب شر التهور والالقاء بأنفسنا في المهالك دون تفكير!
التعليقات