تخيل أنك تستطيع أن تلعب دور أحد رياديي الأعمال الناجحين وتختبر عالم ريادة الأعمال من حياتهم مباشرةً، فمن ستختار؟ ولماذا؟
إذا أتيحت لك فرصة أن تعيش حياة أحد رواد الأعمال الحاليين في العالم، من ستختار؟ ولماذا؟
من ناحيتي فقد أختار تجربة حياة إيلون ماسك، السبب هو أنه يمثل واحدة من أكثر الشخصيات الريادية المثيرة للاهتمام والجدل في عالم الأعمال، كما أنه معروف بطموحه الكبير وقدرته على تحويل أفكار جريئة إلى واقع، و قام ماسك بالمساهمة في عدة مشاريع طموحة مثل نيورالينك، ما يعكس اهتمامه بتطوير التكنولوجيا المستقبلية.
ولكن هل يمكنك تحمّل ضغوطات حياته حتى ولو ليوم واحد؟ الرجل شبه سيفقد عقله من كثرة الالتزامات التي عليه والأفكار التي يقوم بتنقيذها والمشاريع التي يقوم بتطويرها، أشعر بأن إيلون ماسك هو الشخص الوحيد الذي أفضّل أن أتجنّبه باختياراتي لصعوبة حياته الريادية كثيراً، يا رجل وصل معه الحال أنه ينام في مصنعه لا في منزله!
أنا كرائد أعمال أتمنى أن أعيش يوما في حياة جاك ما مؤسس علي بابا وتحديدا في يوم من أيام عام 2024 لأنني أريد أن أجرب التقاعد ولو ليوم واحد هاهاهاهاهاهاها .
لكن بعيدا عن المزاح كنت أتمنى أن أعيش يوما من أيام رائد الأعمال والملياردير المصري عنان الجلالي والذي صنفته الصحافة النمساوية بأشهر غاسل صحون في العالم. وخاصة أنه أصبح عضوا من المجلس الاستشاري العالمي للجامعات مع أنه لم يدخل الجامعة.
عنان الجلالي حكاية غريبة وهي تمثّل إلهاماً برأيي حالياً لكثيؤ من أبناء بلدي في سوريا المهاجرين إلى أوروبا، في كيف رجل يقول عن نفسه بأنه كان يحلم فقط في أن يؤمّن وجبة غداء في يومه وسرير ينام عليه إلى رجل يصل مرحلة من الثراء النفسي والمادي أكبر بكثير مما كان يتخيّل أنه موجود حتى في الحياة. ولكن السؤال هل كنت ستفضل عيش حياته في بدايات السعي عنده أم في الخواتيم؟ هههههه
هل كنت ستفضل عيش حياته في بدايات السعي عنده أم في الخواتيم؟ هههههه
أنا فعلا كنت أعيش حياته لكن بطريقة مختلفة بعض الشيء.
لقد بدأت شركتي ب0 تمويل حتى دخلت إحدى المسابقات وفزت ب500 دولار تقريبا وحاليا خلال 10 أشهر فقط أقترب من 100000 دولار مع نية للتوسع في دولة أخرى.
أنا مؤمن بأن القصص التي نتأثر بها هي في الحقيقة قصص لأشخاص يشبهوننا أو نشبههم في كثير من الأحيان. الشبه واحد لكن السيناريوهات مختلفة.
سأرجع بالزمن قليلاً الى الوراء و سأختار هينري فورد مؤسس شركة فورد للسيارات الشهيرة. يعجبني فيه العزيمة والإصرار، و كيف أنه احدث ثورة تغيير في عالم السيارات بعدما أخبر فريق العمل أنه يريد سيارة بمحرك V6 أي سداسية الدفع، وكان وقتها يعد أمراً شبه مستحيل ، لكن بفضل إصراره تم إنتاج المحرك بعد ما يقارب العام.
تعجبني قصتها، و تلهمني أيضا
أذكر أنه أقفل على مجموعة من المهندسين الباب وقال لهم أريد كذا وكذا وقالوا له أن الأمر مستحيل، إلا أنه استمر بدفع مستحقاتهم إلى أن وجدوا طريقة للقيام بذلك، هذه الطريقة بالاصرار والتفكير غريبة جداً، أن يقول لك أهل الاختصاص أن الأمر مستحيل وتبقى مستمراً في دراسته وتنفيذه كمشروع. هذه العقليات التي نجحت في عالمنا فقط.
تعجبني قصة كفاح رائد الأعمال العصامي المصري محمود العربي -رحمه الله- المتوفي في 2021 وكنت لأتمنى أن أعيش مثل ذلك الكفاح، فهو لم يتجاوز التعليم الإبتدائي ولم يحصل على شهادته حتى، بسبب وفاة والده والظروف الصعبة، واستطاع أن يبدأ حياته المهنية وينغمس في التجارة بأبسط صورها، حتى بدأ مشروعه الخاص الذي بلغ مؤخرًا مئات الملايين من الدولارت، وفي ذروة نجاحاته أثار إعجاب شركة توشيبا اليابانية للتعاقد معه، وكان أحد العوامل التي وردت العلاقات والشراكات المصرية اليابانية.
عندي واحد من محيطي أيضاً عاش ذات التجربة، لم يصل لأن يكون مليونير، ولكن بدأ من تحت الصفر وكوّن تجارته الخاصة وبنى نفسه بنفسه مع أنه لم يصل إلى الثاني الابتدائي، حتى أنه لا يعرف كيف يقرأ ويكتب أو حتى يحسب، من يرى المقومات في حياته سواء المقومات المادية أو النفسية يقول بأنه لن يصل إلى ربع ما وصل إليه!
أن تعيش يوم من حياة رائد أعمال لا أظن أن الأمر سيكون أكثر راحة ومتعة ولكني أدرك أنه سيكون يوما تملاءه قلة النوم وكثرة التنقل، والكثير من الإجتماعات، أخسر الكثير والكثير إن لم أقل إيلون ماسك حيث تسلا وإسبيس إكس ومنصة إكس واالكثير مما لا نعلمه أمر فقط مرور الكرام على كل من هذه الأعمال وأتخيل كم حجم الثروة التى يملكها هذا الرجل.
هذا ما قلته أنا في تعليق سابق لصديق كان يقول بأنه سيعيش حياة إيلون ماسك، قلت له بأن حياته لن تكون أبداً كما يخيّل إلينا، تفاجئت أن الرجل لا يملك وقتاً ليأكل ويقوم بالنوم في مصنعه بغالب الأيام لتوفير الأوقات ويقضي في السنة سفر بآلاف آلاف الكيلومترات بطائرته الخاصة، من عندي ومن منظوري حياته فيها ضغوطات أكثر مما يحتمل البشري العادي.
لطالما كنت معجبا بأيلون ماسك ولكن أعتقد أنني سأختار شخص بعيد عن اهتماماتي لأعرف اهتماماته وما يمر به وهو مارك زوكربيرغ، ولماذا لأنني أريد أن أعرف ما يمر به تحديدا على المستوى الشخصي والنفسي وهو يؤثر في حياة كل هؤلاء الناس الذين اصحبوا مدمنين على وسائل التواصل الاجتماعي وما هي ردود أفعاله وأفكاره فيما فعل.
ماذا فعل؟ لماذا نرمي عليه تهمة تقصيرنا بحق أنفسنا؟ وكأننا مثلاً نقول بأن هناك شخص افتتح مطعم شوكولا وأننا سنذهب لنفهم أفكاره في كيف سبب السمنة لنا والسكر لنا جميعاً! ما خصّه هو؟ الرجل يتيح تكنولوجيا ما في حياتنا ونحن من نستخدمها بإرادتنا دون إجبار، المدمن على منصاته هو سلوكه إدماني وقد يدمن على كل شيء ولا علاقة لمارك في الأمر في رأيي.
أرى أن البورصة "سوق الأوراق المالية" هي أصعب مهنة، حتى في أكثر خيالاتي أملًا لا يمكنني أن أتصور أنني قد أصمد وسط هذا الكم الرهيب من الضغوطات والمفاجآت.
لذا إن كان الأمر لعب دور شخص ويمكنني إلغاء الأمر والخروج؛ سأختار "وارن بافيت" المستثمر الشهير.
خيار رائع ويمكن أن يعلّم الكثير، سمعت مرة أنّه استثمر في شركة ربح منها أكثر مما ربحت الشركة حتى مع انه هو مستثمر فيها لا مالك! الرجل ذكي بطريقة لا توصف حرفياً ولديه الكثير من القواعد التي أسسها بعالم الاستثمار يمكننا أن نتعلمها منه ولكن الأجمل كما قلت أن نعيشها فعلاً.
حياة مثيرة، وعمر مديد، وخبرات عميقة، وبداياته عجيبة.
سمعت مرة أنّه استثمر في شركة ربح منها أكثر مما ربحت الشركة حتى مع انه هو مستثمر فيها لا مالك
وتخيل أن أول شركة أسسها كانت برأس مال ١٠٥ ألف دولار جمعها من الأصدقاء وأفراد العائلة، وهو نفسه كان لا يملك المال، ومساهمته من ضمن المائة ألف كانت مائة دولار فقط!
نجيب ساويرس بكل تأكيد، أو عبد الله سلّام.
هما الاثنان بالنسبة لي عقليات رائعة، من خلال مشاهدتي للقاءاتهما أحببت فكرة التوازن الحياتي الذي يحاول هؤلاء الرجلان صنعه. يدركان جيدا كم العائلة مهمة، وأن الجانب الديني لا يجب تهميشه بمجرد أن تصبح رائد أعمال وصاحب ثروات.
عبد الله سلام بالذات صاحب تفكير فلسفي جميل، وشخصية هادئة وفكر مستقل، وهذا بالضبط تعريف النجاح لدي، أن تستطيع تحقيق التوازن في حياتك بشكل عام وليس على الصعيد المهني وحده وتظن أنك نجحت هكذا.
تفاجئت بساويرس هذا الأمر الصراحة، الرجل متديّن فعلاً ويعلّم المستثمرين الشكر مثله ويسند هذا الفضل الذي يعيش به إلى الله دائماً في معظم لقاءاته هذا عدا عن أنني فعلاً أكن له حب كبير لإنه فضّل أن يكون استثماره كبيراً في الفن والدراما، هذه الخكوة أمّنت للكثير الكثير من الكتاب والمخرجين والممثلين نشاط بسوق عملهم ودعم الصناعة الدرامية في بلده بقوة.
التعليقات