على الرغم من أننا نمتلك حاليًا العديد من التجارب الرائدة في ريادة الأعمال العربية، فإننا لا نتطرّق إلى مثل هذه القصص عادةً. ما الذي يمنعنا من تسليط الضوء على روّاد الأعمال العرب كما نفعل مع الأجانب؟ وما هي التجارب الريادية العربية التي جذبتكك في الآونة الأخيرة.
لماذا لا نستشهد بآراء وتجارب رواد الأعمال العرب؟
ما الذي يمنعنا من تسليط الضوء على روّاد الأعمال العرب كما نفعل مع الأجانب؟
لطالما تساءلت عن هذا الموضوع صديقي علي، وأرجّح الأمر لعاملين الأول، نقص المصادر الموثوقة لنشر التجارب العربية الريادية، قلة المنابر الإعلامية المتخصصة في هذا الشأن بالتحديد، العامل الثاني، ضعف ثقافة التشجيع في مجتمعاتنا فترى الكثيرين لا يقدّرون إنجازاتتهم ولا إنجازات أبناء جلدتهم في نفس الوقت يتملقون لإنجازات الغرب، أتساءل إن كانت هنالك برامج لتشجيع روّاد الأعمال في منطقتنا العربية؟!
نقص المصادر الموثوقة لنشر التجارب العربية الريادية
أختلف معكَ في هذا السياق يا صديقي؟ لدينا العديد والعديد من أشكال المحتوى العربي على الإنترنت الذي يروج لريادة الأعمال العربية بصورة موسعة، سواء على مستوى ريادة الأعمال في المشروعات الصغيرة، أو ريادة الأعمال على المستوى القاري والدولي. لدينا أعداد مهولة من المنصّات والقنوات والـPodcasts وصنّاع المحتوى ممّن يتابعون التطوّر العربي في هذا الاتجاه عن قرب. بالإضافة إلى مدوّنات عربيّة أكثر من رائعة على سبيل المثال، منها مدوّنات مستقل وخمسات وبعيد، وما تشاركه هذه المدوّنات من قصص نجاح جذّابة ومثيرة للشغف.
ربما إعادة صياغة تعليقي ستكون أحسن، ربما ليس نقص المصادر الموثوقة هو السبب، ربما الإهتمام بهاته المصادر هو ما ينقصنا كمجتمعات عربية، تشجع غالبيتها الأمور التافهة على مواقع التواصل، الثقافة وروح البحث والإستكشاف كفيلة بأن تنمي في أذهان شعوبنا دور تشجيع هاته النماذج القيادية وتحفزهم على العمل، المسألة مسألة إهتمام وتشجيع، الشيء الذي تهتم به ستشجعه.
لا يقيّض جهودي في هذا السياق، سوى ندرة المحتوى العربي مقارنة بالأجنبي، وصعوبة إيجاد ما يلائم مطلبي. فبينما تنتشر آراء وتجارب رواد الأعمال الأجانب كالنار في الهشيم، لا أجد مصادر كافية عربياً. والأمثلة على ذلك كثيرة، خصوصاً عندما أكتب مقالات وأحتاج قصة أو اقتباساً حول فكرة محددة، فأجد عشرات المصادر الأجنبية بينما بالكاد (أو لا أجد) مصادر عربية تناسب ما أنشده.
قد يكون هناك تقصير حقيقي في نشر تجارب المبدعين ورواد الأعمال العرب لا أعلم سببه. لكن ربما لأن تجاربهم لم تصل إلى مستوى عالمي حتى تُكتب بلغات عدة فيتم تداولها عبر الإنترنت على نطاق واسع مثلاً؟! ربما لتقصير من كتاب المحتوى أنفسهم؟! أو لتواضع إنجازات الرياديين العرب مقارنة بإنجازات الرياديين الأجانب؟! أو لأسباب أخرى ربما يفيدنا بها المشاركون؟!
يمكنك أن ترى في تعليقي السابق يا نبراس أن فكرتي حول المنصّات والقنوات المتاحة معروفة، وهي أن الأشكال المختلفة للوسائل المتاحة منتشرة للغاية لبث المحتوى العربي في هذا السياق. لذلك يمكننا أن نقثول هنا أن المشكلة مشكلة ترجمة للواقع العربي، حيث أننا نعاني قصورًا في إيصال أفكارنا للآخرين من ناطقي اللغات الأخرى، وهذا ما يجب أن نعتني به خلال الفترة القادمة.
التعليقات