"واحرَّ قلباهُ ممن قلبه شبمُ" من المعروف لدينا وكما تابعنا في المساهمات السابقة أن المتنبي هجا سيف الدولة بعد أن تركه ولم يدافع عنه في مصر. هذا البيت هو مطلع القصيدة المعروفة ب"البردة" أو "واحرَّ قلباه" وهي إحدى القصائد التي عاتب فيها المتنبي سيف الدولة الحمداني على سماعه كلام الحاسدين. ونلاحظ أن المتنبي هنا قد بدأ القصيدة بتأوه يخرج مكنون نفسه ويعبر عن ضيقه وألمه بسبب حبه لسيف الدولة الذي لا يبادله هذه المحبة. ولكن سرعان ما نلاحظ تغير النغمة
احذر شر الحليم إذا غضب!
لقد درسنا معاً بعض ملامح حياة المتنبي وقصائده وملامح شخصيته والشخصيات التي عاصرها وارتبط بها وتاريخه الحافل بمزيج من المدح والهجاء على مدار المساهمات الماضية. ولقد استفادت الكثير من الشخصيات العامة والهامة من مديح المتنبي، كما عانى الكثيرون من ذمه لهم. ومن أمثلة تلك الشخصيات كافور الإخشيدي الذي كان من الحبشة وقد عانى من الرق ولكنه تعلم القراءة والكتابة وارتقى من مرتبة العبيد حتى أصبح حاكم الدولة الإخشيدية والمسئول عن مصر والشام. وعندما تشاجر المتنبي مع شاعر آخر يدعى بن
لماذا يجب على الشاعر ألا يمدح المسؤولين عنه؟
جميعنا نعرف أن السياسة تتداخل مع جميع مناحي الحياة حتى أن مختلف المهن والفنون تحاول بدورها أن تكون علاقات مع السياسيين تارة عن طريق المدح وتارة عن طريق الهدايا أو الدعوات المجانية وغيرها. علاقة المتنبي بسيف الدولة ومدحه له: المتنبي بدوره -وكما عهدناه- لم يكن يفوت فرصة مدح لسياسي أو شخص ذو منصب كبير وهام في الدولة إلا وينتهزها رغبة في حظوة أو طمعاً في منصب أو كمحاولة لكسب المزيد. ولأن سيف الدولة كان ذو منصب رفيع، كما أن المتنبي
هل يجب إعطاء كل ما نملك في الحب؟!
"لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفُؤادُ وَمَا لَقي وللحُبّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي". في هذا البيت يخبرنا المتنبي عن مدى حبه وعشقه لحبيبته فله يعطي كل القلب وكل ما بقى منه وما لم يبقَ أيضاً، حتى أنه يضيف في البيت الذي يليه من القصيدة: "وَما كنتُ ممّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَه … وَلكِنّ مَن يُبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ". فهو ولهان بحبيبته لدرجة أنه غير نظرته للحب من أجلها فهو لم يكن من النوع الذي يعشق ويغرم ولكن كل هذا تغير بمجرد أن
ما بين حكيمًا أو شاعرًا... أي لقب يناسب المتنبي فيهما؟
قد يبدو السؤال غريباً لأول وهلة ولكن دعونا لا نتعجل في الحكم قبل أن نستعرض معاً هذه الموازنة بين المتنبي الحكيم والبحتري الشاعر. من المعروف لدينا أن أبو الطيب المتنبي هو أحد أشهر شعراء عصره بل وأحد أفضل الشعراء على الإطلاق، ولكن هناك موضوعاً شغل حيزاً كبيراً لدى القدامى والمحدثين فيما يخص الموازنة بين المتنبي والبحتري. فالبعض يصنف شعر المتنبي بأنه يندرج تحت شعر الحكمة والعقل بينما يندرج شعر البحتري تحت شعر العاطفة والخيال والإبداع، لذلك فهم يميلون لتسمية المتنبي
هل كان المتنبي مغرورًا ومتكبرًا أم أنه من حقه أن يفتخر بنفسه و بشعره؟
"سيعلم الجمعُ ممن ضمَّ مجلسنا، بأنني خيرُ من تسعى به قدمُ أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي، وأسمعت كلماتي من به صمم." عندما درسنا هذين البيتين الشهيرين للمتنبي كنا نقول في أنفسنا ما هذا الطريقة التي يتحدث المتنبي ولماذا يظن في نفسه أنه أفضل من غيره؟! ولكن هل كان هذا نوع من الكبرياء والعجرفة من قبله فعلاً أم أننا أسأنا الفهم؟ هل يستحق المتنبي هذا المديح وهل به تلك الصفات التي يذكرها بنفسه فعلاً؟! من المعروف أن المتنبي هو أحد
هل الشكوى مجرد شكوى.. أم من الممكن أن تكون مفيدة؟
"ولابد من شكوى إلى ذي مروءة.. يواسيك أو يسليك أو يتوجع"، بيت شعري للشاعر بشار بن برد يشاركنا فيه الشاعر حاجته لشخص يشكي إليه ويشاطره همومه عند الحاجة. ولعل هذا هو حالنا جميعنا وليس حال بشار بن برد فقط! فالإنسان بطبعه كائن إجتماعي ويحتاج لمَن يشاركه أفراحه وأحزانه، إنجازاته وأشجانه، شكره وشكواه! وهنا نجد أن الشاعر يركز على ثلاث نقاط رئيسية في موضوع مشاركة الشكوى هذا، فهو يوضح أن هذا الخليل الذي يشكو له يقوم بعدة أدوار أهمها: المواساة، التسلية
برأيك..متى يتحول مالَك إلى مالِك؟
"إذا المرء لم يعتق من المال نفسه.. تملكه المال الذي هو مالكه"، بيت للشاعر أبو العتاهية يناقش قضية استخدام المال. من المعروف لدينا أن المال هو الوسيلة التي نستخدمها جميعاً لقضاء احتياجاتنا وشراء أدواتنا وتوفير حياة كريمة لأسرنا والترفيه عن أنفسنا وتحقيق أحلامنا وتأمين مستقبلنا. كذلك فإن استثمار المال يعد بمثابة مؤشر من مؤشرات النجاح العملي وإدخاره من مؤشرات النجاح الاجتماعي وإهداره من مؤشرات الإسراف والبذخ والفشل التي قد تدمر حياة الشخص. وعلى الجانب الآخر، فالمال هو سيف ذي حدين،
هل حقًا الصمت أمر مفيد أمام الجهل؟
"والصمت عن جاهل أو أحمق شرف.. ومنه أيضاً لصون العرض إصلاح"، بيت شعري جميل وبسيط ومعبر للإمام الشافعي. في هذا البيت يوضح الشاعر أهمية الصمت وفائدته، فهل لاحظت كم المديح والهيبة التي تحيط بالشخص الصامت وكم النقد والاستخفاف بالشخص الثرثار؟! إن كنت لم تلاحظ ذلك من قبل، فاحرص على ذلك عند أول جلسة لك على القهوة أو في زيارة لقريب أو عند الحديث مع أفراد أسرتك أثناء تناول شاي العصاري، احرص على ملاحظة الفارق بين قليل الكلام ومُكثره، بين سليط
هل من العدل أن نصبر على الجاحدين ؟!
"صبرت على أشياء منه تريبني.. مخافة أن أبقى بغير صديق"، أبيات مؤثرة للشاعر عبدالله بن طاهر يناقش فيها قضية غاية في الأهمية ألا وهي "الصبر على الجاحدين"! هل صادقت شخصاً أو صادفت زميلاً لم تجد منه إلا الجحود والنكران أو التنمر والنسيان أو السخرية والعصيان أو الزيف والبهتان في تعاملاته وسلوكه وكلامه وأفعاله؟ إن كانت إجابتك بنعم، فأهلاً بكَ في نادي الصابرين على البلاء! بالتأكيد لاحظت كم الجهد المبذول لكبح جماح غيظك من أولئك المُستفزين، وكم الضغط النفسي الواقع عليك
لماذا يكون الحب الأول هو الحب الأكبر؟
"نَقِّل فؤادك ما شئت من الهوى ما الحب إلا الحبيب الأول"، هذا البيت الرائع من ديوان "البين جرعني نصيب الحنظل" لأبو تمّام شاعر العصر العباسي. فيه يناقش الشاعر مقام الحب الأول في حياة الإنسان، الحب الذي تحاكى به شعراء وأدباء وفلاسفة وأمراء، الحب الذي يستحيل نسيانه ويعز علينا فقدانه ويجرحنا خسارته بقدر ما تفرحنا صحبته. ونلاحظ عند قراءة الديوان أن الشاعر يقول في البيت الذي يليه: "كم من منزل في الأرض يألفه الفتى، وحنينه أبداً لأول منزل"! فنجد أنه يشبه
هل يجب علينا تجاهل الجاهل؟ أم التصدي لجهله؟
"ولما رأيت الجهل في الناس فاشياً .. تجاهلت حتى ظُنّ إني جاهل"، عندما قال أبو العلاء المعري هذه الأبيات كان يعيش في القرن العاشر الميلادي، لا القرن العشرين أو الحادي والعشرين! وعلى ذكر هذا فهو لم يرى ما وصل إليه المجتمع من حالة جهل وتجهيل عامة وشاملة، أودت بجيل جديد إلى حافة الهاوية ومنحدر التهلكة في ظرف سنوات قليلة. وهنا يأتي دورنا نحن كمثقفين وعارفين ومتعلمين في الحد من إفشاء هذا الجهل واستبداله بالتنوير، وهو الأمر الذي دفعني لمشاركتكم بهذه
هل يستحق الحبيب أن يذكره حبيبه في وسط المعركة والخوف؟
"ولقد ذكرتك والرماح نواهل ............ وبيض الهند تقطر من دمي" هذه الأبيات هي كلمات الصدر لبيت شعر نظمه أحد أشهر شعراء الجاهلية والذي عُرف برفضه للعبودية وحبه للفروسية والشعر والذي نعرفه جميعاً من فروسيته وقصته الغرامية القوية لابنة عمه عبلة... إنه الفارس والشاعر... عنترة بن شدّاد. ومن العجيب مدى تعلق عنترة بعبلة حتى أصبحت قصة حبهما مثلاً لكل حبيب وعاشق، في هذه القصيدة التي ذكرنا أحد أبياتها نجد عنترة يتعمق في وصف حبيبته فيقول: "فوددت تقبيل السيوف لأنها........... لمعت كبارق
هل حقًا للإعلام تأثير على نفسيات الناس والرأي العام؟
"قومٌ همُ الأنفُ والأذناب غيرهمُ ومنْ يسوِّي بأنف الناقة الذّنبا"! كشعراء نعلم أن الحطيئة قد عُرِف بأنه شاعر الهجاء بإمتياز فقد هجا كل من حوله حتى أنه بعدما فرغ من هجاء الناس صوب لسانه على نفسه! غير أنه في هذا البيت وعلى غير العادة مدح قوم كان اسمهم يمثل مصدر سخرية المجتمع لهم وهو اسم انتُسِبوا له كرهاً، هؤلاء هم "بنو أنف الناقة" ولكن بعد مدح الحطيئة لم يرتاحوا من الاستهزاء والسخرية فقط بل أصبح هذا الاسم مصدر فخرهم ويعتزون
هل ترى بأن الخاتمة لم تعد تلخص الكتاب الذي نقرأه؟
أنهيت كتابة العمل وطويت الصفحات جيئة وذهاباً لأبحث عن المحاور الرئيسية في الكتاب فشرعت أكتب المقدمة التي تحدثنا عنها في المساهمة السابقة، ثم بدأت في وضع تلخيص مفيد لموضوعي فوجدت نفسي أنهي الأمر بها ... إنها الخاتمة! من المعروف لدينا أن الخاتمة هي النهاية المحتومة لأي عمل أدبي أو بحثي أو علمي، فهي عبارة عن عدة عبارات يلخص بها الكاتب فكرته ويوضح فكرة وهدف تناول موضوعه. إننا ككُتّاب يجب أن نولي أهمية كبرى لخاتمة العمل الأدبي لما لها من قيمة
سلسلة "شعراء ... ولكن" - ٣ شعراء ولكن... مُهِمّون (الجزء الأول)!
مرحباً بكم من جديد في هذه السلسلة الجديدة عن أبرز الشعراء الذين صنعوا بأعمالهم وحياتهم فناً يعبر عن الحياة ويمنحها. في هذ الجزء سنستعرض مجموعة من الشعراء الذين شغلوا مناصب مرموقة ووظائف كبيرة في المجتمع! برز عدد كبير من الشعراء العرب في عصرنا الحديث ومنهم من لم يقتصر تاريخه على إثراء مصادر العمل الأدبي سواء في الشعر العمودي أو النثري أو الحر، بل تجاوز الأمر ذلك وصاروا أعضاء بارزين ولا غنى عنهم في المجتمع ولعبوا أدوراً محورية في عصرهم. من
المقدمة... حيث يبدأ كل شيء!
جلست على كرسيّ المفضل وأمسكت بقلمي وبدأت أفكر فيما يستحق القاريء أن يعرفه قبل البدء في الموضوع، وشرعت في إعدادها. هل حزرت عما أتحدث؟ ... نعم، أصبت: إنها المقدمة. مقدمة الكتاب أو الرواية أو القصة أو أي عمل أدبي هي مفتاح الدخول لهذا العمل وهي التي تعين القاريء على تكوين فكرة عامة عما هو قادم وتشوقه لقراءة الفصول والتفاصيل التي يتم الإشارة إليها عادة في المقدمة. ومن العجيب في الأمر أن الكثير منا يعتبر المقدمة مجرد "تحصيل حاصل" فيقلب صفحات
بحسب خبرتكم الشخصية... هل تقومون بالكتابة أثناء السفر؟
بدأنا منذ شهر فصل الصيف الذي يأتينا بحرارته وإجازاته وسفرياته المتعددة حيث المصايف مكتظة بالوافدين لتقضية وقت ممتع يريحهم من عناء موسم دراسي طويل! ومع وجود الكثير من الكُتّاب أصحاب الأُسَر أو العُزّاب على حد سواء في حالة تنقل مؤقت بسبب إجازات الصيف، فهناك من يفضلون أن يكونوا في حالة تنقل دائم بغض النظر عن الفصل حيث يستمتعون بممارسة الكتابة كعمل حر خلال سفرهم فهؤلاء يستمدون إلهامهم من الحركة ومن الأماكن المتنوعة والمظاهر الجديدة كل يوم في حياتهم. ولكن على
هل نكتب بالنهار أم سننهار ؟
بعد الغذاء ذهبت للاستلقاء قليلاً على السرير حيث شعرت بالرطوبة والحرارة يعصرانني عصراً، فلم أستطع النوم ولَا الجلوس ولا التفكير فيما يجب أن أفعل! هل واجهت موقفاً مشابهاً؟! بالتأكيد كلنا واجهنا هذا الموقف، مرحباً بكم في فصل الصيف حيث الحرارة والرطوبة يجتمعان لتعذيب الإنسان! في الحقيقة أنا من عشاق الجو البارد شخصياً، ولكنني أعلم أن هناك الكثير من الكُتّاب قد يفضلون فصل الصيف أو الجو الحر، ولهذا أريد آرائكم وخبراتكم في كيفية تنظيم عملكم ككُتّاب وتحفيز قدرتكم على الكتابة والإبداع
سلسلة "شعراء ... ولكن" (٢) شعراء ولكن... ظرفاء!
مرحباً بكم من جديد في هذه السلسلة الجديدة عن أبرز الشعراء الذين صنعوا بأعمالهم وحياتهم فناً يعبر عن الحياة ويمنحها. في هذ الجزء سنستعرض واحدة من أظرف مجموعات الشعر العربي في التاريخ! مَن مِنا لا يحب الضحك والمرح وإلقاء النكات وإضفاء جو من البهجة وسط الناس؟! فإن كنت تعتقد أنك شخص مرح وخفيف الظل، انتظر لترى أبطال هذا الجزء من سلسلة "شعراء... ولكن"! جاء في كتاب "من طرائف ونوادر اللغويين والنحاة والمعلمين والألغاز" القصة الآتية عن الجاحظ: "قال الجاحظ: أنشدني
ما هو الاسكتش؟
عندما تأتي على مسامعنا كلمة "اسكتش" قد نفكر في الرسم الأوليّ الذي يقوم به الرسّام عند بداية رسم لوحة أو رسمة فجميعنا كنا نحمل كراسة الأسكتش أثناء فصل الرسم ولكن هذا ليس ما نحن بصدد الحديث عنه الآن! أتذكر أيام الجامعة وحفلات المسرح التي تتخللها العديد من الفقرات ومنها الفقرة التمثيلية التي لا تتجاوز ١٠-١٥ دقيقة وهذه ما كنا نسميه بفقرة "الاسكتش المسرحي". السؤال الذي يرواد البعض، ما هو الاسكتش؟ لا شك بأن الاسكتش هو عبارة عن مونولوج أو حوار
ما الذي يميز الكاتب المسرحي عن كاتب السيناريو؟ وكمشاهد ما الذي تفضل مشاهدته في ثاني أيام العيد؟
دخلنا على أيام العيد المليئة بالفرح والبهجة، فكل عام وأنتم بخير! في مساء ثاني أيام العيد وبعد الانتهاء من الوليمة التي زينت مأدبة الطعام ليومين، وجدت نفسك بحاجة لتغيير جو فاقترحت على الأقارب والأصدقاء حضور فيلم العيد في السينما، بعضهم وافق على الذهاب معك لسيتي ستارز حيث واحدة من أفضل دور السينما في القاهرة والبعض فضّل حضور مسرحية العيد في ساقية الصاوي. فبرأيك ما هو الفرق بين حضور فيلم سينمائى وعمل مسرحي؟ تعالوا لنتعرف على ذلك من خلال معرفة ما
هل الغموض مرفوض في الكتابة؟
رأينا استخدام العديد من الكُتّاب لعنصر الغموض في كتاباتهم لإضفاء لمحات من التشويق بين الحين والآخر في سرد الرواية. ومما لا شك فيه أن أدب الغموض هو من أهم وأغرب أنواع الأدب المترجم والذي أسر قلوب وعقول الكثير من الكُتّاب والقُرّاء على حد سواء يتلهفون عليه ويخصصون له وقتاً. ومن العجيب أن نجد لأدب الغموض بفروعه المتعددة مؤلفين متخصصين مثل مؤلفي أدب الجريمة، وأدب الروايات البوليسية، وأدب الرعب والخيال العلمي، والنوع الجديد المُسمَى بأدب نهاية العالم الذي ذاع صيته مؤخراً
سلسلة "شعراء... ولكن!" (١) هل الصعاليك مبدعين حقًا أم أنهم لصوص أدّعوا الإبداع؟
مرحباً بكم في هذه السلسلة الجديدة عن أبرز الشعراء الذين صنعوا بأعمالهم وحياتهم فناً يعبر عن الحياة ويمنحها. في هذ الجزء سنستعرض واحدة من أقدم مجموعات الشعر العربي في التاريخ! الكثير مِنّا قد لا يعلم أنه في عام ١٩٨٨ تم بث مسلسل تليفزيوني مصري من الإمارات العربية المتحدة بعنوان "صعاليك ولكن شعراء" وشارك به نخبة من الممثلين وعلى رأسهم أحمد عبد العزيز وأحمد ماهر وليلى حمادة. فماذا تعتقد لو غيرنا العنوان ليكون "شعراء ولكن صعاليك"؟! قد لا يمثل لنا هذا
كيفية التوفيق بين السرد والوصف؟!
في مساهمة سابقة تحدثنا عن كيفية صياغة الأحداث الروتينية عند الكتابة، وهذا يعد نوعاً من أنواع السرد (رابط المساهمة أدناه). https://io.hsoub.com/go/121078 ولكن كما نعلم فهناك جانب آخر على نفس القدر من الأهمية ألا وهو الوصف، فما هو الفرق إذاً بين السرد والوصف؟ البعض يعتبرهما وجهان لعملة واحدة، فبينما يعمل السرد علي جعل القارىء يفهم الأحداث ويستوعبها، فإن الوصف يركز على مساعدة القارىء في تخيل هذه الأحداث؛ مما يعنى أن لا غنى عن أحدهما خاصة في فنون الرواية والقصة بأنواعها. ومن