في مساهمة سابقة تحدثنا عن كيفية صياغة الأحداث الروتينية عند الكتابة، وهذا يعد نوعاً من أنواع السرد (رابط المساهمة أدناه).
ولكن كما نعلم فهناك جانب آخر على نفس القدر من الأهمية ألا وهو الوصف، فما هو الفرق إذاً بين السرد والوصف؟
البعض يعتبرهما وجهان لعملة واحدة، فبينما يعمل السرد علي جعل القارىء يفهم الأحداث ويستوعبها، فإن الوصف يركز على مساعدة القارىء في تخيل هذه الأحداث؛ مما يعنى أن لا غنى عن أحدهما خاصة في فنون الرواية والقصة بأنواعها.
ومن الملاحظ أن السرد يكون من خلال استخدام الجمل الخبرية والفعل الماضي غالباً (على الرغم من استخدام البعض للفعل المضارع حتى يشعر القارىء أنه في خضم الأحداث)، كما يعتمد على ظرف المكان والزمان، بينما يعتمد الوصف على النعت والحال واستخدام الأساليب الانفعالية مثل التأوه والتعجب والتمني والمبالغة.
ككاتب أؤمن بأهمية التوفيق بين استخدام السرد والوصف كعنصرين أساسيين في نجاح العمل، ولتحقيق ذلك يجب على الكاتب مراعاة تناسب كمية السرد مع كمية الوصف فلا يزيد من إحداها ويتغاضى عن الآخر ولا يتمادى في إحداها ويتناسى الآخر.
وببساطة يمكننا تعريف العلاقة بين السرد والوصف بأن الكاتب يسرد الأحداث من خلال البدء في وصفها.
والجدير بالذكر أن هناك أشياء يصعب وصفها فهنا يمكن للكاتب الاعتماد على السرد للتعويض عن ذلك، فكما قال باولو كويلو: "كل من يعرف الله يعجز عن وصفه، وكل من يقدر على وصف الله لا يعرفه"!
فهل لديكم أمثلة عالقة بأذهانكم عن السرد والوصف من رواية قرأتموها أو عملاً شاهدتموه؟
التعليقات