يقول الراوي: لا يمكن للكلمات أن تصف بالضبط ما حدث في غرفة المعيشة تلك الليلة

من كتاب (أفكار شيطانية) ص 42. وليس وحده في هذه المسألة، غيره الكثير من الكتاب مثله، فأقول أنا

-أمال إنتا وظيفتك إيه؟

إذا عجزت كلمات الكاتب عن دعمه في السرد والوصف، إذن ليترك الكتابة أفضل وليبحث عن مهنة أخرى.

للأسف، يظل الخيار الآخر، هو الأوصاف النمطية، التقليدية، مما اعتدنا عليها مأخوذة عن مشهديات السينما.

وهذا يختلف تماما عن مفهوم (الشيء) الذي قدمه هوارد فيليب لافكرافت .. لافكرافت أولا كان يصف الكثير من الكيانات الكونية ويعجز قارئه في الوصف، وثانيا، لو ترك لك الخيال، فإنه يهيئ لك بيئة مناسبة حيث يصف تأثير فظاعة المشهد على الشخصيات، ويفصل في الأجواء ومعالم المكان وغير ذلك، مما يعطي انطباعا صوريا عن ماهية هذا الشيء الذي يعجز الكاتب عن نقل صورته مباشرة إلى ذهنك بكلمات واضحة.