جميعنا نعرف أن السياسة تتداخل مع جميع مناحي الحياة حتى أن مختلف المهن والفنون تحاول بدورها أن تكون علاقات مع السياسيين تارة عن طريق المدح وتارة عن طريق الهدايا أو الدعوات المجانية وغيرها.
علاقة المتنبي بسيف الدولة ومدحه له:
المتنبي بدوره -وكما عهدناه- لم يكن يفوت فرصة مدح لسياسي أو شخص ذو منصب كبير وهام في الدولة إلا وينتهزها رغبة في حظوة أو طمعاً في منصب أو كمحاولة لكسب المزيد.
ولأن سيف الدولة كان ذو منصب رفيع، كما أن المتنبي كان يعرف سيف الدولة قبل أن يلتقيه أو يراه، حيث سمع الكثير عن محاسنه وأفضاله التي امتدت إلى خارج حلب، لذلك عرض المتنبي على سيف الدولة أن يمدحه في شعره فرحب سيف الدولة وجعله من حظوته وضمه إلى بلاطه فصار من أخلص خواصه ورفقائه وتغلغل في حياته حتى أنه رافقه غزواته ومعاركه وصار من أشد المدافعين عنه أمام أعدائه.
وكما أراد المتنبي فقد أتى كل ذلك عليه بمكانة رفيعة في بلاط الأمير جعلت حساده يتكاثرون من حوله ومنهم الشاعر أبو فراس الحمداني الذي نجح في الإيقاع بينه وبين الأمير ليحدث انشقاقاً لم يلتئم بعدها أبداً.
ما رأيكم في تلك العلاقات مع السياسيين التي يكون ظاهرها مكانة وحظوة ونِعَم كثيرة ولكن باطنها محفوف بالمخاطر فبمجرد أن تنقلب الطاولة ينتهي معها كل شيء؟! وهل ترى بأن الشاعر يخطيء عند يمدح قائده؟
التعليقات