"والصمت عن جاهل أو أحمق شرف.. ومنه أيضاً لصون العرض إصلاح"، بيت شعري جميل وبسيط ومعبر للإمام الشافعي.
في هذا البيت يوضح الشاعر أهمية الصمت وفائدته، فهل لاحظت كم المديح والهيبة التي تحيط بالشخص الصامت وكم النقد والاستخفاف بالشخص الثرثار؟!
إن كنت لم تلاحظ ذلك من قبل، فاحرص على ذلك عند أول جلسة لك على القهوة أو في زيارة لقريب أو عند الحديث مع أفراد أسرتك أثناء تناول شاي العصاري، احرص على ملاحظة الفارق بين قليل الكلام ومُكثره، بين سليط اللسان وملجّمه، بين قوة الصمت واستنزاف الكلمات!
فبالإضافة لكونه مؤشراً لحسن الخلق والحكمة والرزانة، فإن للصمت فوائد كثيرة منها أنه يحفز نمو الخلايا الدماغية، ويساعد على الاسترخاء وبالتالي يساعد على النوم وعدم الإصابة بالأرق.
يكفينا أن نعلم بأنه يساعد الإنسان على الاستماع لصوته الداخلي والتحدث مع نفسه قبل التحدث مع الغير والتركيز في أفكاره والتأمل في قراراته وبالتالي لا يخرج كلمة ليست في محلها أو يقوم بفعل ليس محسوباً.
وجميعنا نعلم بأن الحديث أسهل من الاستماع أي أن الواحد منا يجد نفسه متشوقاً للحديث وإبداء الرأي لذلك فالأغلبية يفكرون في ما سوف يقولونه ولا يركزون كثيراً على ما يقوله الآخرون مما يفقد الحديث قوته في أحيان كثيرة ويتسبب في سوء فهم أو عدم فهم في أحيان أخرى.
لذلك فالشاعر يوصي بالصمت خصوصاً وهو يتحدث عن الجهال هنا فهؤلاء لا يجب الجدال معهم.
هل أنتم مع هذا الطرح بالصمت أمام الجاهل؟ أم متى يجب علينا الصمت بالظبط؟
التعليقات