لم أحب يوما مشاهدة مباريات كرة القدم ولا تشجيع أي فريق، بل لطالما إعتبرتها مضيعة للوقت. لكن في أحد الأيام أصر صديق لي على أن أرافقه لمشاهدة إحدى المباريات المهمة، ورغم عدم معرفتي بأي من أسماء الفريقين قبل هذا اليوم إلا أنني وجدت نفسي أشجع بحماس الفريق الذي يشجعه الناس من حولي، مما دفعني للتفكير في طريقة تأثير الجمهور من حولك على عقلك ووعيك وطريقة تفكيرك.
إن الفرد عندما ينضم إلى جماعة أو جمهور ما تطرأ عليه تغيرات معينة ويمتلك صفات لم يكن يمتلكها وهو بمفرده، فعقله الواعي يصبح في أضعف حالاته مقابل العقل الجمعي وكذلك عواطفه تصبح مرتبطة بعواطف الجمهور من حوله، ويصبح غير متحمل للمسؤولية ولا يخشى العواقب، وقد تصدر منه تصرفات يستحيل أن تصدر منه وهو بمفرده.