أؤمن دائما أن التقنية مجرد وسيلة لتسهيل حياة البشر، ولا يصلح أن تتجاوز هذه الأدوات حدودها في حياتنا بالشكل الذي يجعلها تسيطر علينا لا نسيطر نحن عليها، وتطوير هذه التقنيات ومدى قبولنا لها يعتمد على مدى إمكانية الاستفادة منها في الحدود المعقولة مثل تقنيات الاتصالات مثلا.

أما أن تتحول التقنية من كونها أداة إلى وسيلة للسيطرة على عقولنا فهنا ليس تطويرا حتى وإن كان معتمد على الابتكار والبحث العلمي، من هذه التقنيات ما أعلن عنه باحثون صينيون عن ابتكارهم لرحم صناعي يقوم بنفس وظيفة رحم الأم، مما يمكننا من القول أنه لغى تقريبا دور الأم في الإنجاب.

شخصيا لا أرى هذا تطويرا بل أراه جريمة وتجاوزا للمعايير الأخلاقية واعتداء على كل ما يجعلنا بشرا، ليس بسبب كون هذه التقنيات لا تسمن ولا تغني من جوع وليست ذا فائدة في حياة البشر فحسب، بل لكونها وسيلة من وسائل الإفساد في المجتمعات البشرية، ولعل ما حدث بسبب تقنية التزييف العميق في الفترة الأخيرة خير دليل.

يدور النقاش الآن بين الخبراء حول ما إذا كانت تقنية مثل هذه يمكن قبولها وتقنينها أم لا، وحول ما إذا كانت توافق المعايير الأخلاقية أم لا، والسؤال هنا، هل يجب على التطور أن يوافق المعايير الأخلاقية أم نحن مرغمون على قبوله كونه "تطورا" حتى وإن كان مدمرا؟ وكيف ترى إمكانية التعامل مع هذه التقنية الجديدة؟