قد يبدو السؤال غريباً لأول وهلة ولكن دعونا لا نتعجل في الحكم قبل أن نستعرض معاً هذه الموازنة بين المتنبي الحكيم والبحتري الشاعر.
من المعروف لدينا أن أبو الطيب المتنبي هو أحد أشهر شعراء عصره بل وأحد أفضل الشعراء على الإطلاق، ولكن هناك موضوعاً شغل حيزاً كبيراً لدى القدامى والمحدثين فيما يخص الموازنة بين المتنبي والبحتري.
فالبعض يصنف شعر المتنبي بأنه يندرج تحت شعر الحكمة والعقل بينما يندرج شعر البحتري تحت شعر العاطفة والخيال والإبداع، لذلك فهم يميلون لتسمية المتنبي بالحكيم وتسمية البحتري بالشاعر.
ولكم أن تعرفوا مقدار أهمية هذا الموضوع لدى البعض من كم الكتابات التي تم تخصيصها لمناقشته ولعل أشهرها: الموازنة بين الطائيين للآمدي، ويعني بهما أبو تمام والبحتري، كما أن هناك كتاباً آخر لنفس المؤلف تحت عنوان: الوساطة بين المتنبي وخصومه، تناول فيه تصنيف المتنبي والبحتري كما ذكرنا.
ولعل أغلبنا لم يكن يعلم أن المتنبي نفسه عندما سُئِل عن نفسه وعن أبي تمام قال: "أنا وأبو تمام حكيمان، و الشاعر البحتري"، وهنا نجد إعتراف واضح وجلي من المتنبي نفسه بصحة تلك التصنيفات!
فما رأيكم: هل أنتم مع اعتبار المتنبي حكيماً؟ أم تعتقدون أن لقب الشاعر يناسبه أكثر؟ ولماذا؟
التعليقات