"قومٌ همُ الأنفُ والأذناب غيرهمُ ومنْ يسوِّي بأنف الناقة الذّنبا"!

كشعراء نعلم أن الحطيئة قد عُرِف بأنه شاعر الهجاء بإمتياز فقد هجا كل من حوله حتى أنه بعدما فرغ من هجاء الناس صوب لسانه على نفسه!

غير أنه في هذا البيت وعلى غير العادة مدح قوم كان اسمهم يمثل مصدر سخرية المجتمع لهم وهو اسم انتُسِبوا له كرهاً، هؤلاء هم "بنو أنف الناقة" ولكن بعد مدح الحطيئة لم يرتاحوا من الاستهزاء والسخرية فقط بل أصبح هذا الاسم مصدر فخرهم ويعتزون بانتسابهم له!

والمثير للإعجاب هنا أن شاعر هجاء شهير مدح قوم على غير عادته لرد حُسن ضيافة فحول بذلك اسم "أنف الناقة" من تهمة ذم ومنقصة إلى وسام فخر وتميز!

وبدورنا نعلم أن الشعر يُعتبر أحد أقوى وسائل الإعلام فمن خلاله يمكن تغيير سياسات وانتفاض مجتمعات وقيام وسقوط دول. ولقد لاحظنا دور الشعر خلال ثورات الربيع العربي وانتفاضات الشعوب في التعبير عن حال الأمم.

ولكن هل يمكن أن تتغير نفسيات الناس تجاه أمر ما وتحويل وجهة نظر الرأي العام حول موضوع معين بسبب قصيدة شعر؟!

أعتقد أن الحطيئة من أفضل الأمثلة على ذلك وغيره الكثير فشاركوني بأمثلة لشعراء أثّروا على نفسية الناس والرأي العام ورأيكم في إمكانية حدوث هذا التأثير من عدمه.