"نَقِّل فؤادك ما شئت من الهوى ما الحب إلا الحبيب الأول"، هذا البيت الرائع من ديوان "البين جرعني نصيب الحنظل" لأبو تمّام شاعر العصر العباسي.
فيه يناقش الشاعر مقام الحب الأول في حياة الإنسان، الحب الذي تحاكى به شعراء وأدباء وفلاسفة وأمراء، الحب الذي يستحيل نسيانه ويعز علينا فقدانه ويجرحنا خسارته بقدر ما تفرحنا صحبته.
ونلاحظ عند قراءة الديوان أن الشاعر يقول في البيت الذي يليه: "كم من منزل في الأرض يألفه الفتى، وحنينه أبداً لأول منزل"!
فنجد أنه يشبه الحب هنا بالمنزل الذي يسكنه الإنسان فيرتبط به وبجدرانه وغرفه وشبابيكه وأثاثه وسكانه حتى يكاد يعشق هذا الجماد الساكن!
فهل تخيلت يوماً تركك للمنزل الذي تسكنه الآن سواء كان إيجاراً أو تمليكاً؟ هل ستستطيع إتخاذ قرار كهذا بسهولة؟
لعلك الآن فهمت ما يقصد الشاعر.
هكذا يشبه الشاعر الحب الأول الذي لا يوازيه حباً ولا يقابله عشقاً ولا يضاهيه شعوراً!
ولعل هذا يذكرني بقول محمود درويش بأن: "الحب الأول لا يموت بل يأتي الحب الحقيقي ليدفنه حياً"!
شخصياً كانت تجربة الحب الأول بالنسبة لي تجربة قوية مفعمة بالمشاعر وحرارة الشوق، كانت فتاة مصرية مقيمة بأمريكا وكنت وقتها مقيماً بالإمارات العربية المتحدة والتقينا وبدأت القصة ولَم تنتهي، بالرغم من وفاتها منذ حوالي ٧ سنوات متأثرة بالسرطان لم تنتهي القصة بالنسبة لي ومازالت الجراح لم تلتئم!
فهل مررتم بتجربة مشابهة لهذا الحب الأول؟ هل شعرتم بأنه الحب الأكبر والأقوى؟ الأفضل والأبقى؟ الأجمل والأشقى؟
شاركوني تجارب حبكم الأول بقصصه وأحداثه ومغامراته وصولاته وجولاته المثيرة الشيقة.
التعليقات