جلست على كرسيّ المفضل وأمسكت بقلمي وبدأت أفكر فيما يستحق القاريء أن يعرفه قبل البدء في الموضوع، وشرعت في إعدادها.

هل حزرت عما أتحدث؟ ... نعم، أصبت: إنها المقدمة.

مقدمة الكتاب أو الرواية أو القصة أو أي عمل أدبي هي مفتاح الدخول لهذا العمل وهي التي تعين القاريء على تكوين فكرة عامة عما هو قادم وتشوقه لقراءة الفصول والتفاصيل التي يتم الإشارة إليها عادة في المقدمة.

ومن العجيب في الأمر أن الكثير منا يعتبر المقدمة مجرد "تحصيل حاصل" فيقلب صفحات الكتاب حتى يصل للفصل الأول دون أن يدرك بأن المقدمة مهمة جداً وغالباً ما تحتوي على مفاتيح قد تشكل لغزاً في فهم محتوى الكتاب كله لو لم يتم الانتباه إليها خاصة فيما يتعلق بمنهجية الكاتب وفهم أسلوب الكتابة منذ البداية!

نلاحظ ما يوليه الكُتّاب الأجانب من أهمية للمقدمة فيضعون بها مفاتيح الموضوع ويضمّنون بها نصائح للقراء تعينهم على فهم المحتوى ويوضحون أمور قد تكون شائكة قبل الخوض فيها حتى يستوعب القاريء ذلك عندما يصل لهذه النقاط.

ولنا في الأدب العربي خير دليل على أهمية المقدمة في "مقدمة ابن خلدون" المقدمة الأكثر شهرة تقريباً في الأدب العربي وهي التي وضعها ابن خلدون كمقدمة للكُتّْاب المُسمَّى "كتاب العِبَر وديوان المبتدأ والخبر".

فهل لاحظت أهمية المقدمة في أعمال قرأتها وماذا أضافت لك المقدمة عند قراءة المحتوى التفصيلي أو فصول الموضوع؟والسؤال الأحرى هل تقرأ المقدمة؟