لا يهم جمال الفقرة الخامسة إذا كانت الفقرة الأولى غير ملفتة ولا تجذب القارئ وتحثه على الاستمرار في القراءة.

وكثيرا ما تحدثنا عن التشتت الذي يعيشه قارئ اليوم وكيفية الحفاظ على انتباهه من العنوان إلى نهاية التدوينة.

واليوم سنتحدث عن أهمية الفقرة الأولى سواءً في الكتب أو في المقالات وحتى الروايات وفيما يلي مثال رائع للبدايات التي تجعل القارئ يتوقف فاغرا فاه …

إذ استيقظ غريغور سامبا ذات صباح على إثر أحلام سادها الاضطراب ووجد أنه تحول وهو في سريره إلى حشرة عملاقة…

لا شك أنكم عرفتم أن هذه هي الفقرة الأولى من رواية التحول للكاتب فرانز كافكا وقد تم تناول هذه الرواية عدة مرات في هذه المنصة!

فالقارى بعد هذه المقدمة سيستمر في القراءة دون توقف ليعرف مصير هذا الشخص وكيف سيحيا وسط عائلته وهو حشرة…

كان هذا المثال من رواية، لكن ماذا عن المقالات؟

يختلف الأمر في التدوينات والمقالات بحيث أنها لا تتسع لفقرة طويلة لذلك يمكن البدء بسؤال، يثير عقل القارئ ويجعله منتبها إلى النهاية ليأخذ الإجابة.

يمكن أيضا البدء بقصة شخصية مثيرة للاهتمام، لأن أغلبنا يحب قراءة التجارب الشخصية وغالبا ما تكون فريدة وممتعة.

كما يمكن افتتاح المقال بإحصائية غريبة وصادمة تجعل القارى مندهشا من هول ما سمع ويكمل القراءة لربما يكتشف معلومات أخرى صادمة.

ولا ننسى أيضا الامثال والحكم من ثقافات الشعوب الأخرى التي تكشف للقارئ عادات وتقاليد أجناس أخرى. وفي الوقت ذاته يكتشف ما علاقتها بالمقال الذي هو بصدد قراءته.

وأختم بفكرة الاقتباس، والتي لاحظتها في عدة مساهمات هنا على منصة حسوب، البدء باقتباس أو فقرة من رواية أو كتاب أمر في غاية الروعة فهو يجعلني متشوقة لأعرف وجهة نظر الكاتب فيما اختاره ولماذا؟

كانت هذه أمثلة عن طرق يمكن توظيفها لجذب انتباه القارئ والمحافظة عليه ألى غاية إنهاء المقال، وقد يكون لديكم رأي آخر أو أمثلة أخرى نتشاركها سويا من خلال التعليقات ونثري بعضنا البعض.

فما رأيكم؟ كيف تكتبون مقدمة مقالاتكم؟