كيف تبني مقدمة للمحتوى تثير فضول القارئ وتجعله يرغب في معرفة المزيد؟

المقدمة غالبا إن لم نستطع فيها إقناع القارئ بضرورة متابعته للقراءة فكتابتنا فاشلة،

فكرة أن عدم إقناع القارئ في المقدمة يجعل الكتابة فاشلة غير صحيح، لأن هناك عوامل عديدة تؤثر على استجابة القارئ للمقدمة، مثل اهتماماته الشخصية وخلفيته وحتى الزمن الذي يتاح له لقراءة المقدمة، بعض الأشخاص قد يقررون تجاوز المقدمة مباشرة للوصول إلى النقطة الرئيسية التي يرغبون في معرفتها، بينما قد يجدها آخرون جذابة ومثيرة للاهتمام ويقررون متابعة القراءة، فالأفضل تقييم الكتابة ككل بناءً على مدى فعالية المحتوى بأكمله في تحقيق أهدافه، بدلا من الاعتماد فقط على استجابة المقدمة وحدها، قد تكون الأفكار والتحليلات والحلول التي تقدمها المقالة هي العناصر التي تحقق نجاحها الحقيقي في جذب القارئ وإقناعه بالبقاء على تصفح المحتوى لذلك نركز دائما على الجودة في المحتوى.

وتطبيق التوازن بين جذب القارئ وتلبية احتياجاته الأساسية في البداية هي خطوة إيجابية، كما يمكن أن تكون العبارة التي تحتوي على الوعود بمثابة فرصة لجذب القارئ، مثلاً "سنكشف لك في هذا المقال حلولاً فعّالة لمشكلة تواجهها في حياتك اليومية، هذا قد يحفز القارئ للمتابعة.

رؤيتك لمكانة المقدمة مثيرة للاهتمام، هي نظرة نحو المقدمة دون المبالغة في تقدير دورها أو غلبة موقعها على المحتوى ككل، ويبدو أنك تروج لفكرة أن المقدمة جسر المحتوى لكننا نتفق أن الجسر يجب أن يكون متينا وقويا يغري القارئ ليمر للجانب الأخر، وهذا يتطلب منا ككتّاب الاهتمام بصياغتها بشكل يجذب القارئ ويعكس جوهر العمل، لذلك يجب التوازن بين أهمية المقدمة وعدم المبالغة في تقدير دورها، ما الذي تنصح به لتحقيق هذا التوازن في كتاباتنا؟

 باعتقادي أنّ أي مقدّمة ما هي إلا جسر ينقل المشاهد من عالمه لعالم الحكاية أو المحتوى، لذا يجب أن تكون المقدّمة قصيرة جداً ومختصرة وبأسلوب غريب ولكن ليس فج بغرابته

المقدمة ليست جسر أبدا، وهذا الاعتقاد هو سبب لأن تقول أن المقدمة ليست مهمة، المقدمة هي صلب الموضوع، هي لب الفكرة التي تناقشها، إن تمكنت من إظهار معاناة القارىء بالمقدمة ستتمكن من أخذه للحلول التي تطرحها بمقالك، إن تمكنت من إظهار النقطة المحورية للمقال من أول كلمة، فستكون المقدمة نقطة الجذب الأساسية للقارىء ليكمل باقي المقال، بعيدا عن أي حشو

هناك أسلوب آخر ويعجبني جداً الصراحة ولكن قد يأتي منه مشاكل أحياناً وحالات جدل سلبية جداً، وهي أن نتحدى معتقدات وأفكار الشخص المُسلّم بها، أي أن أقوم باستفزار القارئ بلطف من خلال تقديم منظور مختلف للفكرة ذاتها التي يحملها.

كيف تفعل هذا بمقدمة مقال؟

إضافة إلى ما ذكرته فيمكن أن تلعب المقدمة دورًا مهما في تحديد توجه المحتوى وجعل القارئ يفهم بوضوح ما سيقدم له من خلاله، لكن من ناحية أخرى قد يكون هناك إشكال في اختيار أفضل ترشيح فعّال في المقدمة، فبعضهم قد يستجيب للاقتباسات الملهمة، بينما يمكن أن يستجيب الآخرون للإحصائيات أو القصص الشيقة، هذا يظهر أهمية تنويع الأساليب المستخدمة في الكتابة لتلبية اهتمامات وتفضيلات القراء المختلفة، فما هو أهم عنصر في المقدمة برأيك؟ وهل تعتقد أنه يجب أن تحتوي المقدمة على جميع العناصر التي ذكرتها، أم يمكن أن تكون فعّالة دون وجود بعض هذه العناصر؟

أشرتي إلى نقطة مهمة جدا صديقتي منار أشكرك عليها، وهي فكرة متى تكتب المقدمة، وأظن أن هذا يعتمد على كيفية عرض المحتوى الذي نقدمه فهناك طريقة عرض استقرائية وطريقة عرض استنباطية، فالأولى تعتمد على الانطلاق من الأمثلة إلى الفكرة الرئيسة في الخلاصة، في نوع كهذا الطرح تكون المقدمة عبارة عن طرح للاشكالات وتساؤلات، أما الطريقة الاستنباطية فهي العكس بأن نطرح الفكرة العامة والمحورية في الاول ثم نعرض ما يثبتها ويفسرها خلال العرض وهذه الطريقة تعتمد على مقدمة تجمع خلاصة المحتوى.