"ولقد ذكرتك والرماح نواهل ............ وبيض الهند تقطر من دمي"
هذه الأبيات هي كلمات الصدر لبيت شعر نظمه أحد أشهر شعراء الجاهلية والذي عُرف برفضه للعبودية وحبه للفروسية والشعر والذي نعرفه جميعاً من فروسيته وقصته الغرامية القوية لابنة عمه عبلة... إنه الفارس والشاعر... عنترة بن شدّاد.
ومن العجيب مدى تعلق عنترة بعبلة حتى أصبحت قصة حبهما مثلاً لكل حبيب وعاشق، في هذه القصيدة التي ذكرنا أحد أبياتها نجد عنترة يتعمق في وصف حبيبته فيقول:
"فوددت تقبيل السيوف لأنها........... لمعت كبارق ثغرك المبتسم"
أي أنه رأى وجه عبلة المبتسم في السيوف أثناء الحرب والمعركة وسط الرماح المبعثرة والدماء المتقطرة منه وفي اشتداد المعركة يرى هذا الوجه المبتسم فيهون عليه الشدة ويعينه على اجتياز الحرب!
ولعل هذا يجعلنا نتساءل إن كان من السهل أن يتذكر الحبيب حبيبه في وقت الشدة والخوف والتهديد والضيق؟ وهل يستحق الحبيب هذا بحسب العلاقة بينهما أم هو حق مكتسب لكل حبيب على حبيبه؟
من خبرة عنترة يمكننا القول أنه ليس بالأمر السهل، ولكنه أثبت أيضاً استحقاق وأحقية الحبيب لذلك الاهتمام وأن يكون بذاكرة من يحب حتى ولو كان في أوقات الشدة والضيق!
فتعالوا لنتخيل هذا في القرن الحادي والعشرون ونطبقه على جيلنا الحالي، هل يتذكر الحبيب حبيبه مثلاً أثناء العمل والمرض والضيقة المالية؟ وهل يشعر الحبيب بأحقية حبيبه بهذا الاهتمام؟!
لا أتوقع منكم الإجابة بنعم أو لا فهو موضوع متشعب وليس من السهل وضع حقيقة ثابتة في هذا الأمر، ولكن دعونا نفتح باب النقاش حول رأيكم الشخصي في استحقاق الحبيب لاهتمام الطرف الآخر في جميع الأوقات حتى حين اشتداد الأمور عليهما.
التعليقات