قبل يوم رحل عنا الشاعر العراقي الكبير كريم العراقي إلى دار البقاء تاركا أثرا من شعر مُحلى بكلمات عذبة المأخذ، تمثل لحظةَ تفاعُل إنساني رقيق دقيق. فما يحببك في شعر كريم العراقي هو ملامسة ما في الذات البشرية من نزعات دفينة، تختزل إنسانية الإنسان في عفويتها وشفافيتها كما في قصيدته:
كم خَــاب ظَنــي بمن أَهديته ثِقتـي ** فَأَجبــرتْني علــى هجــرانه التُّــهمُ
كم صرتُ جسرا لمن أَحببته فمشى ** علـى ضلـوعي وكم زلَّـت بـه قدمُ
فَداس قلبـي وكـان القلــب منــزله ** فـــما وَفَــائِي لِخِــلٍّ مـــالَهُ قــــيمُ
هذه الأبيات رسالة قوية من حبيب خيب ثقة حبيبه. وكم كانت حسرة الشاعر كبيرة، وخيبة ظنه صادمة أجبرته على قرار الهجران بلا هوادة. فلا وفاء لخل بلا قيم ولا أخلاق، ولا إخلاص لحبيب مشى على ضلوع حبيبه وداس على قلبه ذلك المكان الذي يحجزه المحب للمحبوب دون غيره. وكأن الشاعر يجسد في تصرفه قول القائل: "ساعاتنا في الحب لها أجنحة، ولها في الفراق مخالب."
خيبة الظن في الحبيب من أكثر المشاعر شدةً على القلوب. الشاعر في حالته اختار الهُجران، فماذا تختار أنت؟ وكيف نتعامل مع انعدام الثقة في قريب أو حبيب؟
التعليقات